لو كنتُ أبقى لكنت الدهر أبكيكا - رشيد أيوب

لو كنتُ أبقى لكنت الدهر أبكيكا
أو استطعت لكنت اليوم أفديكا

مولاي كيف اصطباري بعدما قلبت
ليَ المجنَّ الليالي من تَجافِيكا

أبِيتُ والقبّة الزرقاء أرقبُها
علّي أُطالع فيها ما جرَى فيكا

حتى بكتني بنات النعش وانهتكت
سجف الدياجي ولم أبرَح اناجيكا

تهزّ دوح قريضي كلّ مرثيةٍ
كالوُرقِ ناحَت على أعواد ناديكا

ربّ المَنابِر والأبصار شاخصة
إنّ المَنابر ضاقت عن مراثيكا

ما لي أفتّش في الدنيَا على خَلَفٍ
هيهات قد عزّ فيها مَن يُساويكا

ناشدتك الله فاسمع نوح طائفة
يفنى الزمان ولن تنسى أياديكا

يا حامل الضيم عنهم كلما نُكبوا
بأي خطب دهاهم لم يؤموكا

لمّا نعيت عظيم القدر وانفجعت
فِيكَ البلاد بكَينَا في مغانيكا المغاني

ناهيك يا سيدي عمّا نكابدُه
من التذكّر والأشوَاقِ ناهيكا

فَنَم كما شئتَ حتى الحَشرِ مُغتبطاً
لا عاش مَن يرتضي الدنيَا ويسلوكا

واشفع كثيراً بنا يوم الحساب غداً
فأنت لا شكّ عند الله باريكا