لي ساعَةٌ في غُرفَتي - رشيد أيوب

لي ساعَةٌ في غُرفَتي
أحلَلتها أعلى مَكان

وتخذتها لي مُؤنساً
دون الأنامِ على أمان

قد كنتُ أمسحُ وجهها
مما غشاه من الدخان

فَغَدَت تُنَبّهني إذا
للشغل قد آن الأوان

حتى إذا ألفَيتها
معشوقةً طَوعَ البَنَان

أطلعتها سّري ومَا
عندي من البَلوَى وكان

ما زلتُ أحسبُ أن عه
دي عندها أبداً مُصان

حتى ابتليتُ بليلَةٍ
دهماء عنها الصبح بان

وشطحتُ أفكر بالحيا
ة وكم بها حرٌّ يُهان

لمّا وصَلتُ لحالتي
ورَأيتُ دهري كيف خان

أشعَلتُهَا سيكارَةً
وبرَزتُ في حلل الطعان

ثم استَعَنتُ بقهوَتي
مُتَسَلّحاً ثَبتَ الجَنان

أفري بها جيش الهمو
م فيا لها من مُستعان

حتى إذا أطلَقتُ في
جَوِّ الخيالات العِنان

وسبحت في بحر القوا
في أنتقي منهُ الجُمان

أصطاد كلّ خريدةٍ
فاقَت على الغِيد الحسان

تختال في بُرد البدي
ع على بساط من بيان

طرَقوا عليّ البابَ قا
لوا لاحَ فجرك يا فلان

لمّا نظرتُ بِساعتي
متلعثمٌ منها اللّسان

نادَيتُها أين العُهُو
د فلم تجب شأن الجبان

لا غرو إن خانت فما
كانت سوى بنت الزمان

أو ليس من هذي الليا
لي السود أُرضعت اللبان