بَكَتكَ عيونُ السحاب - رشيد أيوب

بَكَتكَ عيونُ السحاب
إذا أدمُعي لم تفِ

ربِيعي بشرخِ الشّباب
إذِ الحبُّ لم ينطفِ

وقلبيَ كالموقد

ويا صيفَ عمري إذا
ذكرتُ زمانَ الصّفا

أقولُ عداكَ الأذى
عفا الله عما عَفَا

وعمَّا جَنته يدي

وأنتَ زمان الخريف
فيا حزن روحي عليك

مشيتَ بقلبي الضّعيف
بما قد تبقّى لديك

من الأمس نحو الغدِ

وجاء زمانُ الشّتَا
وهبّت رياح الشّمال

فقُلتُ لِنفسي مَتى
يحطّ الغريبُ الرحَال

ويمضي إِلى المرقَدِ

حمامةَ وادي الغرام
بحقّ الحسانِ الملاح

قفي فوقَ تلك الخيام
وصِيحي المعَنّى استراح

وراحَ بلا موعدِ

أورقاء فوقَ الغصون
بجَمرَتها تصطَلي

أنا قَد برَتني السنون
وأمسيتُ في معزلِ

ولا جمرَ في موقدي