قد كان لي في ما مضى نجمة - رشيد أيوب

قد كان لي في ما مضى نجمة
توحي إِليّ الشَعرَ سامي الخيال

أرنو إلَيها في سكون الدّجَى
والعَينُ منّي قد سَباها الجمال

بَعِيدةٌ عني ولكنّهَا
سَمِيرَتي إن جنّ ليلي وطَال

والآن بعد الوُلوع
بِنَجمتي والسّهَر

عَيني برَتها الدموع
وشحّ فِيها النّظَر

وصرتُ مُشتاقاً غِلى نَجمَةٍ
كانت سمِيري في الليالي الطوال

وكانَ في مُستَودعاتِ المُنَى
قِيثارةٌ مَرّت عَلَيها السّنون

جعلتُ سُمّاري بلَيلِ الأسى
أوتارَها عَلّ الليالي تهون

جُرتُ عَلَيها في حديثِ الهَوَى
لمّا عراني الشوقُ حتّى الجنون

والآن بينَ الضّلوع
صريعُ شوقي استقرّ

فأينَ منّي الهجوع
هيهات بضاعَ المَفَرّ

تَقَطَعَت أوتارُ قِيثارَةٍ
كانت سمِيري في ليالي الشجون

قالوا وبنتُ الدنّ قد شَعشَعَت
اشرب فتمسي في رياضِ النعيم

فصحتُ بالساقي ألا هاتها
صِرفاً فأنجو من عذابٍ أليم

شربتُ خمري اليومَ لكنّها
ليست كخمري في الزمان القديم

ورحتُ بينَ الجموع
أمشي بدنيا العِبَر

والنفسُ فيها خشوع
تعنو لحكم القدر

طوراً تُعَزّيني بأحلامها
وتارةً تَلهو بقلبي الكليم