إن طالَ لَومُ العُذَّلِ - رشيد أيوب

إن طالَ لَومُ العُذَّلِ
أو لم يَطُل لم يحلُ لي

إِلا لَيالٍ في المصي
ف على ضفافِ الجدولِ

حولي رفاقٌ مخلصُو
نَ من الطرَاز الأوّلِ

من كلّ وضّاح الجيب
ن فتىً أغرّ محجَّلِ

مُتهافِتِينَ على المُدا
مَةِ والهموم بمعزلِ

وهناك صَدّاحٌ يُغَ
ني بَينَنَا كَالبُلبُلِ

لا نذكرُ الماضي ولا
نَهتَمّ لِلمُستَقبَلِ

حتى إِذا ما أٌفرِغَت
كاسٌ فمُترَعةٌ تلي

هذي الحياة وشهدها
لمُفَكَرٍ كَالحنظَلِ

ما أنتَ إِلاّ جاهِلٌ
فيها إذا لم تجهلِ

ما زلتُ أحسو الكاس ح
تى خلتُني لم أعقلِ

وَظَنَنتُ نفسي أنّني
فَوقَ الكَواكبِ أعتَلي

ما بينَ تلك السّاقطا
تِ من النيازك من علِ

عفتُ الديار كَأنّني
من طينها لم أُجبَلِ

لله هاتيك الليا
لي والفؤاد بها خلي

حتى إذا آنَ الفِرَا
قُ بكيتُ أطيب منزلِِ

ورَحلتُ عَنهُ وفي الفُؤا
دِ تَشَوّقٌ لم يَرحلِ

أترَى تَعودُ ليَ اللّيا
لي يا زمان المُقبلِ

فَلَعَلّ لي بعض العزا
بما يجيء لَعَلّ ني