الرِّيْحُ تًطْرُقُ بَابَ الغَيْمِ - عادل البعيني

الغيمُ ينتظرُ الرِّياحَ يُغالِبُ القهرَ الْجَريحْ
و يُسَاكِنُ الصَّمْتَ النديَّ
على شَفِيرٍ من
غَضَبْ.
في هَدْأَةِ الليلِ الُمِضيءْ
يتكامَلُ الوقتُ السخيُّ
معَ النِّداءاتِ التي
غَمَرَتْ قباباً مِنْ
ضياءْ.
تتعامَدُ الأبعادُ في جرحِ
الـوُرودِ بِــكلِّ أَلـْوانِ
الفُصُولْ.
وخُطَى الْمَساءِ تُـواكِبُ الأَحْـلامَ
فِي عُــرْسِ الْمَــرايا وَتَـفِيضُ
عَـنْ وَجَعِ الْـمَكانْ.
كلُّ المَسَاحاتِ النَّديَّةُ داهَمَتْهَا عَتْمَةٌ
تَرَكَــتْ نُدُوبــًا كالِحاتٍ
لا يغيِّرُها الزَّمانْ.
وَمَحَتْ نِـداءً صَامِتًا، ظَلَّ الصـَّـدَى
بَـغْدادُ جُرْحُكِ ، مَنْ يُـداوي جُوعَهُ
القَمَرِيَّ لِـلْحُلُمِ الْجَرِيءْ؟
بَـغْدادُ ، مَنْ يُـرْخِي اللِجامَ لَـهَا
ويُطْلِقُها خُيُولاً ظامِئَاتٍ
لا انْكِفَاءْ.
مَنْ يَمْتَطِي صَهَوَاتِ حُلْمِكِ
فاتِحًا صَدْرَ
الفَضَاءْ.
مَنْ يَعْتَلِي ضَهْرَ المَجَرَّةِ
جارِحاً غُـوْلَ
السَّماءْ.
الآنَ تُختَصّرُ الْمَسَافةُ يَسْتَوِي
فيها السَّوادُ مَعَ
البَـيَاضْ.
الآنَ تَـفْقِدُ ظِلَّها كُـلُّ الْمَرَايا
تَخْتَفِي مِثْلَ
السَّرابْ.
هَذِي الْمَنَارةُ وَحْدَها تَـسِمُ الطَّريقَ
تُجَرِّحُ الألوانَ تَغْدُو مَسْرَباً
لِـلنَّــمْلِ فِي زَمــَنِ
المَخَاضْ.
الرِّيحُ تَـطْرُقُ بابَ غَيْمِ النُّورِِ تَحْمِلُهُ إِلَـيْكْ
الريحُ ترسُمُ دَرْبَها، تَخْطُو
كـَعِمْلاقٍ وتحمِلُني إليْ.
عَرَفَتْ خُطايَ طَرِيقَها، وَأَصَابِعِي
أَلِفَتْ لِسَانَ النَّارِ
في غَبَشِ الظَّلامْ.
وتفتَّحتْ أَزْهَارُ حُلْمٍ غائِـمٍ.
و صَحَـا الْحَمَامْ.
اليومَ نَــعْبُرُهـا الْجِراحَ
وَنَفْــتَحُ الأُفْــقَ
الأَسِيـرْ
وَعَلَى مَنَاراتٍ تـَنَـاءَتْ كالصَّدَى
عُـــدْنا نَــسيِرْ
***
عاليه 23 7 2003