حَدَّدْتُ خَيَارَاتِي - عادل البعيني

تُــسابقُني رُؤَى الأحْلامِ، تــَطْوي
صَفْحَـةَ الأقَدارْ.
متاهاتٌ مِنَ الأفْكارِ، بـاتَـتْ في مُـخَيـلَتي،
أُسافِرُ في مَلامِحِها
وأَغْزِلُـها على قيثارَةِ الأزمانِ أُغنيَـةً،
حِكاياتٍ وَ أَنـْـغاماً أُلـمْلِــمُها،
وأَقْـرَأُ في مَواجِعِها
خُطُوطاً، في مَدَى
القَهرِ .
لــقَدْ تـاهَتْ مَسَاراتي، أَضَاعتْـنــي خَياراتي،
لِـمَنْ أشْكُو وأحلامي تـُحَاصِرُني،
وتأسـرُ بـَسْمَةً، راحَتْ
تـُجَـدِّلُ فَــرْحَةَ
الــعُمْرِ .
أَ مَــأْساتِي أنـَا وَحْدي، التـي أضْحَتْ
بــِلا حَــلٍّ ؟
أَ لَمْ يـَبْـقَ سِوَى جُرحِي، هُوَ
المَفْــتوحُ عِندَ تَسَلْسُلِ
الحِقَبِ.
لِمَنْ أُجْري شَذَا دَمّي. ؟
لمَنْ أُعْطِي نَدَى رُوْحِي.؟
أقدِّمُها مَــدَى
الدَّهْــرِ.
على جُرْحٍ مِنَ الغَضَبِ،
وَ فَوقَ مَـنابرِ الغَرْبِ،
تُــحاكُ فُصُـولُ مَذْبَـــحَتي،
لَـقَدْ صُودِرْتُ مِنْ صِغَري
وفي كِبَري
وَ حِينَ تفرَّعَتْ طُرُقِي،
رَأَيتُ يَبابَ أَحْلامي.
فرُحْتُ أُداعِـبُ الآمالَ،
أَغْزلُ وهْجَــها أَلَمـــاً،
ألـمـلمُـهُ، وأضفرُ مِنْ مواجِعِهِ
حكايةَ بلدةٍ خُطِفَتْ، وتاريخاً
تشَـظَّى في مرابعِهِ،
صَلاحُ الدِّينِ في
حِطّيــنْ .
وعِــزُّ الدِّيــنِ في
جِينيـنْ.
و راياتٍ لَهُمْ رَفّتْ على القُدْسِ؛
منارِ الهَدْيِ
والإيْمَانْ،
أَنَــَـا وَحْدِي هُنــا لازِلْتُ
أدْفَــعُ سَطْوةَ
العُدوانْ.
سمعْتُ حُدَاءَ أَجْدادي، بِـيَرْموكٍ بِحِطّينٍ،
بكُلِّ مَفاخِرِ الـوَعْدِ، و عِنْـدَ مآتيَ
الخَطْبِِ، رأَيْتُ جَمـيعَ أحْفادِي
على منأَىً مِنَ
الْخَطَرِ.
تلوِّحُ فِي أَيـَـادِيهِم، منادِيلٌ مِنَ العارِ
أنـا وَحْدي هُنـا، لا زِلْــتُ
أَجْني طَعْنـَــةَ
الصّدْر.ِ
و أَحْـمي قِبلةَ
الطُّـــهرِ.
سأَبْـقى حامِــلاً قَــدَري.
أعيشُ مَرارَ
مَــأْساتي.
و إنْ تـاهَــتْ تـَـواريخي،
فَقَـدْ أَلْــقَيْتُ
مَرْسَاتي.
وَقَــدْ حَــدَدْتُ مُنْتــصــراً
خَيَاراتي.! !
***
عاليه – لبنان - 2000