رقَّتْ عَنِ الوَرْدِ - عادل البعيني

رقّتْ عنِ الوردِ أعرافًا ورَيْحانا
إِذْمَا أ طلَّتْ بطِيبِ المسكِ تَلْقَانا

راحَتْ تطوفُ على الأزهارِ مازحَةً
وقدْ تَهادى على الخدّين نَعْسانا

فتيتُ مسكٍ تنامَى في مَباسِمِها
والْهُدْبُ يَهْمُس مُشتاقاً وغَيْرانا

ورُبَّ عَيْنَيْنِ ظِلْتُ في سوادِهِما
منْ حَرِّ شوقٍ تَعَدّى الروحَ أركانا

نجلاءُ كَحْلاءُ والأهدابُ تَحضنُها
حضْنَ الْمَحارَةِ لألاءً ومَرْجانا

مالَتْ تَقُولُ وَسِحْرٌ في تألُّقِها
والوجْهُ يقْطُرُ أشْواقاً وتَحْنانا

قدْ جرّحَتْنِي وُرَيْقاتٌ أداعِبُها
رقَّ الأَديمُ فَسالَ الدّمُّ حَيْرانا

جَرْسٌ أتاني كَبَوْحِ مِنْ شَذًى غَرِدٍ
كَوَحْيِ نُوحٍ تَسَامَى اليوم َ أَلْحَانا

يا جارحَ الوردِ هَلْ أعْيَتْكَ عاشقةٌ
فَرُحْتَ تُدْمِي قُلُوباً كَيْفَما كَانا

رِفْقًا بعرْفٍ سَقَاهُ الطّيبُ نَفْحَتَهُ
هلْ تَدْري يا جُرْحُ أنّ الآهَ أَضْنَانا

فَبِتُّ أَشْكُو شَكَاةَ مَنْ بِهِ مَرَحٌ
فَما عَنَاها بأنْ تَرْثِي لِشَكْوانا

رحْماكَ يا رَبُّ من طَيْفٍ يُواعِدُني
فإنْ أفَقْتُ يَغِيْبُ الطَّيْفُ جَذْلانا

*

16-6-2004

إلى المعلمة حنان الزميلة التي جرحت عرفَ يدها ورقة امتحانٍ