خَمْرُ الهَوَى أَلَقُ - عادل البعيني

نَهْنِهْ نُهاكَ غَداةَ النهيُ مُعْتَنَقُ
هذي نُهاكَ تَثَبَّتْ أيُّها الخَفقُ

مهلا فُؤادي عَلامَ النبضُ مُضْطَرِبٌ
هَلْ هذا منْ لَهَفٍ أمْ أنَّهُ الفَرَقُ

وا لَهْفَةَ النفْسِ و الآمالُ راعِفةٌ
والقلْبُ في رعَشٍ أوْدَتْ بهِ الحُرَقُ

طَلَّتْ بِحُنْوٍ عبيرُ البَوحِ يسبِقها
وبسْمَةُ الشّوقِ فوقَ الثغْرِ تأْتَلِقُ

فقلْت ُأهلا أيا طيباً يدغْدِغُني
وَطِئْتِ سَهْلا بقلْبٍ فيكِ يحْترقُ

نُها ! أوَهْمًا أرى أمْ أنَّهُ حُلُمٌ؟
إنْ تَكْذِبِ العيْنُ لا لنْ يكْذِبَ العبقُ

يا نادلَ الصَّحبِ صُبَّ الخَمْرَ صافيةً
هلْ تَدْري يا كَبِدِي؟ خَمْرُ الهوَى أَلَقُ

ما كنْتُ أعلَم أنَّ الحبَّ يُسْكِرُني
ضاءَ الفُؤادُ كما لوْ أنّهُ الشفقُ

جلسْتُ أُصغي وجرسُ الثغْرِ يطربني
والقلبُ يُشْرِقُ منْ دُرٍّ فيصْطَفقُ

هَممْتُ أقْطِفُ عذبَ الريقِ من لَمَةٍ
لولا الحياءُ وصِدقُ الرُّوحِ و الْخُلُقُ

ظَنَنْتُ أنِّي شديدُ البأْسِ ذُو جَلَدٍ
عِنْدَ الحمائمِ يَطْغَى العَجْزُ والْحَمَقُ

يا وَقْتُ مهلاً عَلامَ الجريُ في عجلٍ؟
هل أَهْرَقَ الوقتُ آهٍ عُمْرَ مَنْ عشِقُوا ؟

أمْ ناء قلبي وحلّ الشيبُ في أفقي؟
و غادَرَتْني فنونُ الحبِّ والطّرقُ

*

عاليه 3 / 7 / 2002