تبسَّمَ الزهرُ في بستانهِ النَّضِرِ - وردة اليازجي

تبسَّمَ الزهرُ في بستانهِ النَّضِرِ
لمَّا سقتهُ الغوادي باردَ المَطَرِ

وصفَّقَ النهرُ يجري في جوانبهِ
فغرَّدَ لطيرُ يحكي نغمةَ الوترِ

وقامَ يرقصُ فيهِ الدَوحُ من طربٍ
وقد ثنت معطفَيهِ نسمةُ السَحرِ

فقام يشدو نديمُ الكاسِ مبتهجاً
بذكرِ مَن وصفهُ من الطفِ السَمَرِ

هُوَ الكريمُ الذي في الشرقِ مسكنُهُ
وذكرُهُ سائرٌ كالعنبرِ العطرِ

فرعٌ نشا من كرامٍ في الأنامِ سَمَوا
قدراً فما تركوا فخراً لمفتخرِ

وَهوَ الذي في ذِرَى الأفلاكِ رتبته
وليس بدعٌ فهذه رتبةُ القمرِ

جادت لهُ الدولةُ الغرَّآءُ مرسلةً
وظيفةً حُسِبَت من أجمل الغُرَرِ

كانت لهُ شرفاً وافَى على شرفٍ
كالغصنِ زِيدَ عليهِ يانعُ الثمرِ

تناوَلَ المجدَ عن أَجدادِهِ فغدا
يتيهُ في شرفٍ سامٍ على البشرِ

كلُّ الفضائل في أخلاقهِ اجتمعت
مثلَ اجتماعِ الثريَّا غيرَ منتثرِ

إذا تبدَّى يريك البدرَ مكتملاً
وإن تكلَّمَ تجني أَفضلَ الدُّرَرِ

فلا يزالُ قريرَ العينِ ملتحفاً
ثوبَ السعادةِ والإقبالِ والظفرِ

ومتَّعَ الله في مرآهُ والدةً
فريدةً في نسآءِ البدوِ والحضَرِ

حتَّى ترى لأبيهِ عندها خلفاً
كأَنَّهُ غائبٌ قد عادَ من سفرِ