حيرة - يوسف الخال

تهيم بي وتنفرُ
فأرتجي وأَصبرُ
لعلَّها تدرك أَنَّ
الحبَّ لا يستتر
ومطلبي منها غدٌ
يُطوى، وأَمس يُنشر
لنا على بسمته
أَنى تهادت أَثر
يضمُّنا معاً ويأْتي
بالمحال العُمُر
فنُنبت الرحمة في
قسوته، ونُزهِر
يا حيرتي فيما تبوح
لي، وفيما تُضمر
زاغت بيَ الدنيا
وقلبي ضلَّ عنه الخبر
تلفُّه الحيرة في
أَوهامها، فيعثر
ويرتمي، والحلم في
يقظته يندثر.
..
ما لي أَذرُّ النفس في
موطئها وأَنثرُ
وقِبلتي الشمس، ومرمى
ناظريَّ القمر
ولي على الذروة من
دنيايَ حلمٌ أَنور
يلمِّع النَزْوةَ من حبِّي
إِذا أُحتَقَرُ
ويخنق الدمعة إِنْ
تاق إليها المِحجرُ.
..
يا منيةً حسبتُها
أَطهرَ مما تظهرُ
وخلتُ أنَّ النَّفح في
أَجوائها معطَّرُ
غيبي، فلا أَحفل بعد اليوم
أَو أَصطبر.