الشاعر - يوسف الخال

كفَّن اليقظةَ بالرؤيا وتاه
شاعرٌ كلُّ المنى بعض مُناه
تنزف البرهة من أَيامه
أَلماً يعصر للناس جناه
أَيُّ فجرٍ لم يشيِّع مرتجىً
صاغ في الليل مفاتيح دناه
إيهِ كم مدّ إلى النعمى يداً
وترجَّاها، فمالك عن رجاه
هو في دنياه كالوهم، فلا
فكرة ضمَّته، أو قلب وعاه
جرّح القلب هواه، فانثنى
شاكياً يفضح للغير هواه
ظُنَّ مسكيناً عرته جِنَّةٌ
فمضى يزحم في التيه خطاه:
ليتهم يدرون كم من جِنَّةٍ
أشعلت للكون مصصباح هداه!
..
أَيها الشاعر غنِّ نغماً
أَسكرَ ولم يبرحْ صداه:
غنّهِ إلأياذةً من هومَرٍ
أمرعَتْ ، والدهر لم يدرك صباه
غنِّهِ ما شئت، كم قيثارةٍ
أَبدعت في عالم الفكر إِله:
سائل الاولومبَ من لبنانَ من
ملعبِ الاغريقِ عن أَمسٍ بناه
تتحدّى العبقريات به
صولة الدهر وتملي ما رواه:
صوراً للفتح لم يحلم بها
قائد ركَّز في النصر لواه:
هوّذا الشاعر رمزُ الحقِّ في
عالم ضلّ عن الحقِّ وتاه
يصلب النفس ليفدي أَنفساً
مرّغت في شهوة الحسِّ الجباه.