الناطحون - رامز النويصري

مع الشكر للصديق/أسامة حميدان
المغامرة لم تبدأ بعد، والأصدقاء يسقطون..
شكل الوقت، لا يهم،
وأغنية الوصول ليس لها من داع
وحاشية الطريق لتكن فارغة،
وهادئة عندما نمر من هناك
حيث لن يكون من المهم صبغ النهار بلون العلم
أو منح الصغار شرائط بأسمائنا
أو واجهات المحلات صورنا،
حيث لن تشبهنا، ولن يتعرف علينا أحد
فالصور القديمة،
تظل قديمة، بدون تعريف
ونحن الآن نحمل نظام قوس قزح
وتغطية السماء، على مدى الساعة
والطائرة مازلت تحلق بنا،
تعبر مثلث الرغبة باتجاه نشوتنا البكر،
وخزائن الجسد،
وحدائق من فتياتٍ بحجم الرحلة، والمكان
سنختار من الحدائق ما نشاء،
ونلون غاياتنا بألوان العلم الرسمي،
/الذي لا نريد أن يكون النهار بلونه../
ونمر على واحدنا، واحداً، واحدا
حيث من المهم أن نكون جميعاً، بذات الرحلة
وبذات الشكل،
لا يفرقنا نوع لباس أو عطر
حتى لتحتار آلات التصوير
وتظن أنها أصيبت بالاشتباه، والتكرار
وحدنا من يعلم أن اللعبة، أننا من يحتل العمود الأول
ولابد من صورنا المتشابهة، في صف
وتحت كلٍّ منها "واحدنا جميعاً"
حيث سيظن "الرقيب" أنه عملٌ مقصود،
وأن الهيبة طيلت،
فيامر بتعديل الصور، وشطبها كونها متشابهة،
ونحن "واحدنا جميعاً" لا نتشابه،
وتفرقنا رؤيتنا للموضوع،
دقق سيدي "الرقيب"، وستكتشف كم من فروق بيننا
وكم من علامات شطب يمكنها أن تميزنا نحن "واحدنا جميعاً"
ركز قليلاً، في جباهنا
ستجدها مستوية من النطح،
فكم عبأنا السهول من صدع نطحنا،
ونحن نتفاخر أمام المعرفة،
أيُّنا يغريها بإطاحة تفلق رأس المقابل
دقق،
وستكتشف أن كاتب المقال، كان معذوراً
لأنه لم يقرأ جيداً،
وفكر بأن أقرب الأمور، أبعدها
/منظور حداثوي، يقبل الجدل../
وأبعدها، ما يقبل القسمة على اثنين..
ستكون الطائرة قد استوت على مدرج الهبوط
وسيكون البساط الأحمر، قد مد
وسيكون طابور التشريفات في استعداد
وسيكون مندوب البلاد جاهزاً،
ولن يسمع مشرف الاستقبال وهو يقول له:
"دعه يبدأك بالسلام"
/سيقطع الصوت، ضجيج الطائرة/
سيرحب المسؤول
ونعتبر أنه سنة البلاد، وأن الترحاب المبكر عادة
وسنهمس: يمكننا وضعها ضمن الخطة..
"واحدنا جميعاً" نتقدم،
النشيد الوطني،
المرور بطابور الشرف،
صالة الاستقبال، وضرورة أن يكون هناك تصريح،
حفل العشاء، فيما بعد،
سيكون مطرب البلاد مزعجاً،
وستكون أغنية الترحيب، اعتباطية الكلمات
/هذا منظور حداثوي أيضاً../
واعتباطية حركات الراقصة، ستلفت انتباهنا أكثر
في حجم المساحة التي تحتلها على الخشبة،
وسينتهي العشاء بها،
ويفتتح الاجتماع على ابتسامتها،
أدركنا سر البلاد،
في طريق عودتنا،
ستعلم الراقصة أنها لم تكن ترقص بعفوية،
وإنها لم تجد الدور، وأنها انتهت تلك الليلة..
وإننا في المرة القادمة، لن نجدها،
وسنجد فقط، علامات النطح مسجلة على ورق حساس
يحمل ختم الدولة،
ورسم الحدود..