هو ذا الوقت - محمد زيدان

1/ خارجَ الوقت - داخلَ النسيج
هو ذا الوقتُ
دوزنةٌ مُزجاةٌ للعبثِ المستحيل
وأنا ، سيرةُ ارتخاء الوتر
في رماد الأغنيات
هو ذا الوقتُ
تهتُّكٌ غيرُ ذي رحمة
في نسيجِ الكفّ
وأنا ، شريانٌ مغويّ
أتكرَّرُ في جناحِ فراشة
2/ خارجَ الوقت - داخلَ اللهب
أيتها النار / اسنديني
حين تليلُ مداخلُ الوقت
وإذ تفرغُ الحبيبةُ مني
أيتها النارُ يكادُ يكادُ وجعي
أن يكونَ أرجوحةَ الأزل
وفي ما بيني وبينَ الله وجهُها
وانحسارُ المسافة
وأكادُ أنعسُ في الهديل
يماماتٌ
تجنّحَ بها الإعصارُ طارتْ
في دمي ، يماماتٌ
تنقرُ عشبَ الساعدِ المرخيّ
ويكادُ يكادُ يضفرُني وجعي
لهباً أسيلُ
على حواف الكفّ
أكادُ أتنيَّر
أيها اللهب / اعتصِرني
تقوِّسُني أصابعُ الوقتِ
في الهُلالة
تدوِّرُني - خصرَ الحنين
أتقاطرُ
أ
ت
ق
ا
ا
ا
ط
ر
.
.
أتبلَّر
..
ما الذي يغريكَ بي ،
أيها الوقتُ
أنا لا أصلحُ لك !
3/ خارجَ الوقت - بين ماءٍ ورماد
فمن جهةٍ
لا أحد يدخلُني
وتكتظُّ بالعابرين
أيها الوقتُ لا أشبهُك
ومن جهةٍ
أذهبُ في الوردة
وتمتدُّ في الرماد
أيها الوقتُ تضيقُ بي
ولا أتّسِعُ لك
..
ها أنا النُدبةُ في جبينِك
- وآسفٌ جداً للخطأ -
ها أنا الـ...
أدورُ على قلبي
وهُنيهةُ الإيماضِ الأخيرة
تعتمُ في المدى الأخرس
ها هو الماءُ
يترمّد
لا أصلحُ لك
ها هو الماءُ
يتبدّد
لا أصلحُ لك ،
فاعتزلني ذات حكمة
وخُذكَ عني !
4/ خارجَ الوقت - شروعٌ في خديعة الماء
هو ذا الوقتُ
انسراحٌ غيرُ مشروط
من أفقٍ لوجيعة
وانجراحٌ لا حدّ له
في خاصرة ماءٍ يتوضأ
بدم الكفّين
..
الوقتُ من سديم/
انهمارٌ للمقاصل
الوقتُ من جحيم/
انكسارٌ للسنابل
هو ذا ،
أقفل الماءُ نفسه عليه
وانشقّت ستارةُ الوقت عن خديعة..!
5/ خارجَ الوقت - خارجَ كل شيء تقريباً
هو ذا الوقتُ
يتدّلى
كالعرجونِ الجديد
[ ملاحظة - لستُ كافراً
لكنه الوقتُ
أبعد ما يكون عن الحكمة
إذ يحرثُ قامتي بالضجر
ويستنبِتُ الهشيمَ في
طينِ الجسد – انتهى ]
فما الغرابةُ أن لا أكونَ
على الهُدى
وأن ترقصَ الشياطينُ
على ركحِ الجنة
وينشزُ إسرافيلُ
فيفسدُ الحفل
وتتعكّر أمزجةٌ في الملأ ؟!
أقصدُ حين يتدلّى الوقتُ
كالعرجون الجديد
و.. و.. إلخ..
لا ينبغي أن تضحكَ السماءُ
لأننا مشاغبونَ بالفطرة
أو تبكي شفقةً علينا
لتزدادَ وساخةُ أطفالنا
ويزجرُنا الشرطي
ليرزحَ الآباءُ الهامدون
تحت وطأةِ مديونيتهم للإله !
6/ وقتٌ لا يثقُ بجدوى الطاولة
أيها الوقتُ
قلبنا الطاولة
وفركشنا الضحكات
على الكرسي الوحيد
آن أن نستعيرَ هدوءاً يليق
أيها الوقتُ : سلاما
سنتفقُ على أشياء كثيرة
أولها :
أن ظلالي كابيةٌ
وأنكَ مائلٌ للشروق
وأنني لستُ النهر
ولا كنتَ الحمامة
قلبنا الطاولة
ولن نختلفَ على الماء
ولا النافذة
أيها الوقتُ : سلاما
حان وقتُ القصيدة ، سأدعو
عليكَ بقلق السؤال
وهجسِ الأكفِّ بالأدعية ، سأدعو
عليك بصحارى الظمأ
وغصّةِ الأولياء بسِرِّ الأمكنة ، سأدعو
عليكَ بالمتاهةِ وقحالةِ وجهِ الصمتِ وتنتابُك المفازةُ وتعتريكَ السحابة ، سأدعو
عليكَ بالصهدِ والهاجرة وتنفضُّ منكَ أيها الوقتُ ، سأدعو
عليكَ بالمسافةِ والمواجيد.. وقلبي
7/ وقتٌ يأخذُني بأصابع الرسولة وينسدِلُ على النافذة
أصابعُها
وهي تحيكُ المكيدة
ناعمةٌ وبيضاء
- أقصدُ جداً -
دمي
وينسفِحُ بين أصابعها
ساخنٌ وطري ، أيضاً ،
الآن - وهذه العذوبةُ الطاغية
التي لا تشبهُ إلا نفسها ، تملؤني -
أدركُ سرَّ الغواية في قلوب الشهداء
ومن ماتوا على الصلبان
الآن - وهذا الارتجافُ المحموم
الذي لا يشبهُ إلا نفسه ، يذرعني -
أقتربُ من الله بأكثر مما أرى
وأكونني
..
أيتها الرسولة - رفقاً
أبوءُ بإثم العينين إن لم تأخذيني
من دمي ، أيتها الرسولة
أنوءُ بالذنبِ العظيم
خذيني ،
أيّ بابٍ يلجُ بي عتبةَ التجلّي
إن لم يكن هذا الثقب في الخاصرة.؟
وأيّ طريقٍ يخلو منكِ
يصِلُني بي.؟
حباً على حب
أسري إليكِ في دمي
وعشقاً / عليه
يأتيكِ عنقي طائعاً
أحبكِ ،
وأمرُّ على الصفَّينِ دون وردة
غيرَ ما أزهرتْ شفتاكِ في عينيّ
وإذ يتشاطأُ بيننا البوحُ
تنحسرينَ في ارتجافة شفة !
أحبكِ ،
وأُوشِكُ على النفاذِ مني
فدونكِ وما تبقّى من رحيقِ النسغ
رشفاً على رشف
هو انسكابي ، ادلقيني
كما ماءٍ عصامي الانهمار
وإذ نَمِيهُ في الشجرةِ أو الوريدين
يسمقُ ضوءٌ خارج المدار
ويتكئُ خصرُ عصفور
على شرفةِ لغة
- الماءُ الذي يعرفُنا
- الشجرةُ التي أضأناها
- الوريدانِ حيث مناسِكُنا الأولى
- الضوءُ الذي في الشجرة
- المدارُ الأزلي
- العصفورُ الذي سقسقاتُه التباريح
- الشرفةُ وشميمُ الليمون *
* الليمونُ لن نشرحَه
- اللغةُ الأولى / الصياغاتُ البكر
ليست أحجية السواحل
ولا لغز الضفاف ،
أحبكِ
ليتهم يدركونَ مرّةً
أن دمي وحدَه يفتَكُّ سرَّ الأحجية
ليتهم يتداولون حديثي المؤجَّل
قبل أن أُسدِلَ الوقتَ على النافذة.