أحوال المطر - أحمد البربري

عليَّ اهطُلِي
أهطُلِي
أطفئيني
أنا
جَمْرةٌ مِن أتونِ الهزائمِ
طِلَّّسْمُها غائرٌ
في جبيني
اهطُلِي
غَسِّلِيـني
اسكُبي بعضَ ماءِ السكينةِ
بين شروخي
اغمُري صهديَ
الحاقدَ المُسْتَطِيرَ
أنا منذ أنْ شَرِّدَتْني الملائكُ
في غابةِ الصحوِ
ملقىً
قُبالةَ أعتابكَ المشتهاةْ
أعتابـُكَ الجمرُ
أبوابـُكَ الجمرُ
مِفتاحُها
قبضةُ الجمرِ
و الكونُ أضيقُ
من عُلبةِ التبغِ و الصدرِ
...أبوابكَ الخمسُ
دربٌ وحيدٌ
و نصلٌ حديدٌ
من الجمرِ
يُفْضي إليكَ
أيا صاحبَ الأمرِ
خُذني منِّي
لغُدرانِكَ الخمسِ خُذني
اسْقِنِيهَا
َصبُوحاً
َغبُوقاً
وقوداً و قُوتاً
ُمداماً ..دَواماً
أدِمها عليَّ
أنا الصحوُ
لا تُرتَجَى سَكَرَتي
صَحْوِيَ الصَهْدُ
لا تَنْطَفي غَضْبَتي
كل حبةِ رُمانٍ في دَمِي
جمرةٌ تتميزُ مَقتاً
و تُرغِي
على أُهبَةِ القَصْفِ
يا سيدَ الغيمِ
هاتِ يديكَ
اسقِني مِلئ كأسكَ
و لْتَسْتَضِفْنِي
على طاولاتِ البراحِ
اسقِني للثُمالةِ
و اغفر لقلبيَ
ما قد تأخَّرَ
من هدأةِ السُكْر
4
شَرِّقِي
غَرِّبِي
أمطري
فوق خدِ الحبيبِ
هُنالك حيثُ اغتسالُ الفراشاتِ
بالنورِ يرمقهُ الأقحوانُ
و يثـَّـائُبُ الياسمين
أمطِرِي عندما يهمسُ اسمي
بشوقٍ
بموسيقى مثل طعمِ الرُضاب
و يولدُ من جنةِ الخدِ
وَردٌ
ليحملهُ قمرٌ ناعسٌ
أمطريني
املئي بي يديه
أسكبيني عليه
جديداً
بريئاً من العالم المعدني
انشريني
على ضوءِ عَينيهِ
ُمفتتحاًً مُعجزاً
لقَصيدٍ خُرافيٍ
و املئي بي المسافةَ
ما بيننا
إِذرفيني
بحاراً عٍذاباً
ُبكـاءً
و موجاً دفيئاً
يطوف بشطآنهِ
خاشعاً
و يُبَلِّغُ عني
اللآلي
يتفتحُ قلبي للغيثِ
و يصفو تدريجياً
أَغتسلُ بِوَابِلِهِ
مِن عُمري
تتكسرُ سنواتي
يتفتتُ غضبي المتجلِّطُ
أخرج مني
طفلاً يصرخ جذلاناَ
ُمبْتلاً
أَفتحُ فايَ
لأتلمَّس طعمَ الفرحِ
و أَهتِفُ مُندَهِشاً بالبرق
أهتزُّ لِفَرَحِ الرملِ
و لا أكترثُ
إذ ابتلَّتْ كَلِمَاتي
و تَرَهَّلَت التجربةُ الشعرية
أعرفُ
أن بجعبةِ شمسِ الغدِ ما يكفي
من كلماتِ السِحْرِ
ليُحيي المَرَدَةَ في شرياني