ذكـرى - إسلام هجرس

يا من سطـَّرت على صدري
آياتِ الحزن ِ ولم تدر ِ
أنِّى مفتونٌ بالآياتْ .
راهنتَ كثيراً كم راهنتْ .
ونـَـزَعتَ حوافرَ ريبِ البوح ِ
- من الُّلقيا - بيقينِ الصمتْ .
واخترتَ حياتكَ في ذكري
فقصدتَ الموتْ .
جاءتني عبر السُّمِّ الشافي
من وجناتِ الشمسِ العَطشى
كلُّ رسائلكَ الناريةْ .
فارتَعَدَتْ في صدري
- صارخةً – حوريةْ .
تنبِشُ باحثةً عن قلبٍ
لم يَبرحْ محمومَ الأطرافْ .
فيُعَنِّفُهَا التَّربُ الغافي
بزعيقِ الهمسْ :
(( لو كنتَ أتيتَ هنا بالأمسْ
ما كانتْ فاتَتْكَ الأطيافْ )) .
فتَصَبَّبُ ذائبةً ناراً
في أوعيةِ السلوانِ تَسيلْ .
لتعيدَ إلى القلبِ الذكرى
زدني
كم إنَّ الدفءَ جميلْ .
واقتلني قتلاً
باسم الدمعِ الناعسِ في عينِكْ .
أو باسم الجمرِ النابضِ في قلبي
بمُدامِ الصَّحوِ
وعظْنِي بكْ .
حينَ تُراوغُ
هذا الرَّعاشَ المزمنَ في صدرِكْ .
جاوِزْ بي حدَّ النسيانِ
إلى حدِّ مُحالِ النسيانْ .
جاوزْ بي حد الصمتِ
لحد البوحِ برغم الصمتْ .
جاوزْ بي حد الموتِ
لحد العيشِ برغم الموتْ .