إليها - جمال مرسي

و لِمَ الظنونْ ؟
و لمَ الشكوكُ ...
و لم يزلْ ...
قلبي يغالبهُ الحنينْ .
و الشوقُ يسكبُ في الحنايا..
كلَّ هاتيكَ السنينْ
أنا لمَ ْ أخنْ عهدَ الهوي
أنا من تجرّعَ بعد هجرك ِ..
من مرارات النوى .
يا مُنيةَ القلبِ الحزينْ
ما كنتِ وحدَكِ حين لامَسْتِ السحابْ
بل طرتُ مثلكِ يا فراشةُ عالياً
نحو السراج
كان الضياء يشدني ..
رغم الدياجي و العجاجْ
و رجعتُ أمشي بعد هجرِكِ في دروبِ التائهينْ
حِمْلٌ ثقيلٌ فوق ظهري قد ثوى
الذكرياتُ و أمنياتي
أرَّقتني و الجوى
و على الشفاهِ رَسَمْتُ أجملَ بسمةٍ
و بداخلي حزنٌ دفينْ
حزنٌ غدا لي صاحباً..
صار القرينْ
ما مِنْ طريقٍ سرتها
إلا و طيفُكِ كان يسبقني لها
قد كنتِ نوراً في غياهب ظلمتي
كنتِ الأنيسَ لوحدتي
كنتِ الخدينْ .
كم قلتي ليْ :
( يا أنتَ .. أنتَ النورُ يسطع في الجبينْ )
و اليوم هل أصبحتُ ذكرى
أو مناماً ترتأين ؟
اليوم تنسين الذي كنا زرعنا و العهودْ
أنا لا اصدق ما تقولي ...
فاتركي عنك الشجاعة َ و ادعاءك للصمودْ.
هيا سوياً كي نسيرَ الدربَ ..نبدأَ من جديدْ
هيا لنرسمَ من هنا أحلامَنا
هيا إلى العُشِّ السعيدْ
مازال في أعماقنا حبٌ مكينْ
حبٌ سينُسينا عذابات السنين.
هيا فإنَّ الشيبَ يغزو لُمّتي
ما عاد في أعمارنا مثل الذي ..
قد ضاع منا في شقاءْ
أنا ما عشقتُ سواكِ يا ..
عمري ، و أنتِ ليَ الضياءْ
أنت الهواءْ
..قولي بربك
هل يعيش المرء إن حُجِب الهواء ؟