الشيخ - جمال مرسي

في رثاء الشيخ المجاهد أحمد ياسين رحمه الله

مَن للجهادِ تركتَهُ مذهولا
ينعي و يبكي الصارمَ المصقولا ؟

من ذا يكفكفُ دمعةَ الحُزنِ التي
سالت على خَدِّ السلاحِ طويلا

و يعيدُ رجعَ دَوِيّهِ يا سيِّدي
مُنذ اعتزمتَ عنِ الوجودِ رحيلا

لم تخشَ يا ( ياسينُ ) لومةَ لائمٍ
في الحقِّ ، كنتَ الناطِقَ المسؤلا

و تَربَّعَ الأقصى الذي أحببتَهُ
في قلبِكَ الورديِّ جيلاً جيلا

فكأنَّهُ بدلَ الدماءِ بقلبِكَ ال..
حاني غدا متلألئاً و جميلا

يا ليتَ شِعري كم عَجِبتُ لخَافِقٍ
بالخيرِ كانَ العامرَ المأهولا

و بِحُبِّ أقصانا السليبِ و عشقِهِ
أمسى و أصبحَ فِكرُهُ مشغولا

فرأيتُهُ في كُلِّ نبضَةِ خافقٍ
رغم الشدائِدِ عاشقاً متبولا

****

يا شيخَ كل مناضلٍ رفقاً بِنا
بالعاشقِيكَ مشاعراً و عقولا

فلقد تركتَ بكلِّ نفسٍ بصمةً
أبقتكَ معْ أنفاسِها موصولا

و نسجتَ بالتقوى لِباسَ مَحَبَّةٍ
قد كنتَ من خيطانِها مَغزولا

و هجرتَ دُنيانا فَلَم تَترُك بِها
إلا مبادئَ تُقتدى و أصولا

اليومَ ماتَ النِّسرُ في أَوجِ العُلا
لم يرضَ عن قِمَمِ الجِبالِ بديلا

و أَبَى سِوى الفِردَوسِ في صَلَوَاتِهِ
و أَبَى سِوى دَربِ الحبيبِ سبيلا

يحيى كريماً في جوارِ مُحمَّدٍ
ويموتُ قاتلُهُ الجبانُ ذليلا

****

ياسينُ يا نجماً تلألأ ساطعاً
يأبى برغمِ يَدِ المَنُونِ أُفولا

تبكيكَ مِصرُ ، صغيرها و كبيرها
و لقد عشقتَ ترابَها و النيلا

تبكي فلسطينُ التي أعطيتَها
من فيضِ حُبِّكَ يا إِمامُ طويلا

تبكي المشارقُ و المغاربُ عالِماً
و مُناضلاً ضِدَّ الطُّغاةِ جليلا

شاء الإلهُ ، و إن قضى الباري فلن
تسطيعَ تبديلاً و لا تحويلا

فلتصبري يا نفسُ إنَّ الموتَ لم
يَترُك نبيّاً في الدُّنا و رسولا

و لتمسحي يا عينُ دمعاً واكفاً
مهما بدا خطبُ الفِراقِ مهولا