الحسناء - جمال مرسي

نَضَبَتْ بحورُ الشِّعرِ ياعصماءُ
ولذا اشتكاكِ الشعرُ والشعراءُ

أَوَ لستِ آخرَ قطرةٍٍ صنعوا بهـا
أحلى القصائدِ ، ثُمَّ غِيضَ الماءُ

أوَ لستِ أجملَ قصةٍ كُتِبَتْ ، فما
خطَّـتْ مثيـلَ جمالِهـا الأدباءُ

يا أجملَ الأسماءِ لو تدرينَ كيفَ..
تحيَّرت في وصفِكِ الأسماءُ

قالت نُؤَمِّرُها علي عرشِ الهـوى
ولها النسـاءُ جميعُهُـنَّ إماءُ

فهيَ الأميرةُ لا مِراءَ ، وإنهـا
نورٌ لكلِّ إمارةٍ و بهاءُ

و تودَّدَ القمرانِ ، كلٌّ يبتغي
مِنكِ الرِّضا ، وانصاعت الجوزاءُ

واحتجَّتِ الأزهارُ عندكِ ، فارفقي
بالفُلَّةِ البيضـاء يا حسـناءُ

و بوردةٍ حمراء تأخذُ لونَها
من خدِّكِ الورديِّ حيث تشـاءُ

وبحبَّةِ الكَرَزِ التي أعطيتِهـا
لونَ الشِّفاهِ الحُوِّ يا لمياءُ

وبِغُصنِ بانٍ كان يحسـبُ أنَّهُ
لمَّا يميدُ فما له نُظَـراءُ

حتى ظَهَرْتِ فكاد يذوي مُطرقاً
وتساقطـت أوراقُهُ الخـضـراءُ

يا ربَّةَ الحسـنِ البديعِ ،ترفَّقـي
بفؤادِ صَـبٍّ قـد كسـاهُ وفاءُ

خَفَقَ الفؤادُ ، فلا تلومي عاشقاً
سُمِعَتْ لنبضِ فؤادِهِ أصـداءُ

فالعينُ ساهـرةً يُجافيها الكرى
منذ ارتأتكِ وهَدَّها الإِعياءُ

ولقد أُصيبت إذ رماهـا بالضُّحى
سهـمٌ رَمَتْـهُ عيونُكِ الحوراءُ

والعقلُ يسبحُ في بحاركِ هائماً
أودت بِهِ الأمواجُ والأنواءُ

لا شطَّ يُنقذُهُ سوى صـدرِ التي
في مقلتيهـا الداءُ و الإدواءُ

يا ربَّةَ الحُلمِ الذي قـد زارني
صُبْحاً ، وحين تلفُّني الظَّلماءُ

رِفقاً بليلٍ لونُهُ مـن شعرِكِ ال..
مجدولِ ، بل وعيونُهُ السـوداءُ

رفقاً بأفْقٍ ، قد خَبَـتْ نَجْمَاتُهُ
لمَّا سَطَعْتِ و شَعَّ منكِ ضياءُ

رفقاً بمُضناكِ الذي أسهرتِهِ
وغَزَاهُ طيفُ جمالِكِ الوضَّـاءُ

جودي ببذلِ الحُبِّ أو فتمنَّعي
إنَّ التمنُّعَ في الحِسـانِ سخاءُ