الرزق الحلال - جمال مرسي

ألا مهلاً بريدَ الصبحِ مهلاً
فقد أوشكتُ أنْ أُنهي الرسالَهْ

تحمَّلْها ، ففيها بعضُ دمعٍ
أَسَلْتُ ، و لا تسلني من أسالَهْ

و فيها اللومُ ، علَّ اللومَ يُجدي
فيأتيني الجوابُ على عُجالَهْ

و بين سطورها نبضاتُ قلبي
تميدُ كشاربٍ حدَّ الثُمالَهْ

و قد زيَّنْتُ بالأشواق طِرسي
و بالتحنانِ توّجتُ المقالَهْ

و من عَبَقِ الجراحِ نثرتُ عطراً
و من نورِ الهمومِ قطفتُ هالَهْ

و ضمَّنتُ الخطابَ عميقَ شوقي
لمحبوبٍ سقاني ما بدا لَهْ ْ

ترفَّقْ يا بريدي بي عساني
أجاوز شامخاً نهرَ الكلالَهْ

فأصنعُ من أحاسيسي جناحاً
إلى وطني ، فأسترضي رمالَهْ

و أسترضي النخيلَ بكلِّ سهلٍ
بوادي النيلِ ، أستجدي ظِلالَهْ

و أطلب صفحَ أهلي أن طواني
بعيداً عنهمُ ليلُ الملالَهْ

و شدَّ وَثَاقَهُ فوقَ اْحتمالي
فدكَّ البعدُ قلبي و احتمالهْ

ألا خبَّرتَ يا مِرسالُ عنّي
بأني لستُ من أهل النذالَهْ

و حفظُ العهدِ بعضٌ من خصالي
و مثلي ليس من ينسى خصالَهْ

و إن طال النوى بالرغم مِنِّي
فإنِّي ما أردتُ لهُ اْستطالَهْ

سعيْتُ لأجلِ رزقٍ من حلالٍ
و جُبتُ الأرضَ عمراً كي أنالَهْ

ركضْتُ وراءهُ برّاً و بحراً
و كدت أطير كي أرقى جبالَهْ

فما نالتْ يميني غير قدْرٍ
قضاهُ اللهُ ربِّي ذو الجلالَهْ

***

أيا عبداً لجمعِ المالِ عُذراً
أتدري ما السبيلُ إلى الضلاله ْ؟

سبيلُكَ في اْغتصابِ المالِ غدراً
فبئس المالُ ، قد أشقى رِجالَهْ

فكُن حَذِراً إذا جَمَّعتَ مالاً
فإن حرامَهُ يُفني حلالَهْ