إيزيسَ - جمال مرسي

لإيزِيسَ تَنصَاعُ كُلُّ اللُّغاتِ الجَدِيدَهْ .
و كُلُّ القَوَامِيسِ جَاءَت مُحمَّلةً بالهُمومِ
لِتقبِسَ مِن نُورِ حرفِ المليكةِ نُوراً
يُضِيء لها في ظَلامِ الجِهاتِ البَعِيده .
سَأَجعَلُ شِعرِي إِذَن مِن عَبِيرٍ
عَسَى يَرتَقِي صَهوةَ المَجدِ إِن جَاوَرَ الحَرفُ حَرفاً
مِن الأُقحُوانِ
و إن كانَ ثَمَّةَ حرفٌ جديدٌ على الأبجديةِ
لم تكتشفْهُ الأوائلُ
أو كَانَ في قَاعِ بَحرٍ سَحِيقٍ
و في نُورِ نَجمٍ بَعيدٍ
سَعيتُ إليهِ
لأَنقُشَهُ للعيونِ التي سرقَ البحرُ
من لونها زرقةً جعلتهُ المليكَ المتوَّجَ
فوق عروشِ البحارِ
و أغزلَهُ لكِ أحلى قصيدهْ .
***
بِرَبِّكِ قُولِي أَيَا ربَّة السِّحرِ
كَيفَ عَرَانِي الذُّهُولُ
و كيفَ سَعَى النِّيلُ نَحوَكِ يَغرِفُ من مُقلَتَيْكِ البَهَاءَ
لِيَروِيَ جَدبَ الفُصُولِ
و عَن دُونِ قَصدٍ تَسَمَّعَ مَا قُلتِهِ للمَحَارِ
و لِلقُبَّراتِ الحَزِينةِ
عَن كَربلاءَ
و عَن رَملِ حِيفَا
و عَن جُرحِكِ العَرَبِيِّ
و عَن سَيفِكِ المُستَقِيلِ و مِندِيلِكِ المَرمَرِيِّ
يُخبِّئُ دَمعَ النَّوَارِسِ ،
أَبصَرَ ظلَّكِ .. عَن دُونِ قَصدٍ ..
و مَا كَانَ يَعلَمُ حَتَّى أَتَتْهُ الطُّيُوفُ تخبِّرُهُ
أن للسَّيفِ حَدَّيْنِ ،
"أورانج يافا "
و حَدّاً ..إذا ما عَوَى " سِتُّ " .. يخرجُ من غِمدِهِ
كي يبدِّدَ ظُلمَةَ ليلٍ طويلْ .
***
بربِِّكِ " إيزيسُ "
قولي :
و قولُكِ لَيسَت تُضَاهِيهِ أَقوالُ مَن قَدَّ بُردَتَهُ
كي يُغَطِّيَ كُثبانَ رَملٍ
و نَخلاً عَقِيماً
هل انشقَّ منكِ الهلالُ
أم الشَّمسُ شَقَّت عَصَا طَاعَةِ الفَجرِ
فَانطَلَقَت فِي السَّمَاءِ
و خَلَّت عَلى الأرضِ نورَكِ كي تستضيء َالجهاتُ ،
هوَ البحرُ أنتِ
فيا ليتني موجةٌ تتهادى على وجهكِ الغضِّ
تمسحُ ملحَ الدموعِ
و تهديكِ عطرَ البنفسَجِ
ليت سفينةَ شعريَ تعبرُ خلجان روحِكِ
صوبَ شواطئِ مجدِكِ
ترسو عليها
فتهديكِ سنبلةً شَرِبَت خمرةَ النيلِ وقتَ الأصيلِ
و لكن " زوريسَ " مازال أشلاء حلمٍ قديمٍ
توزَّع في كلِّ صوبٍ
و ما زلتِ تفترشينَ النخيلَ
و تقترفينَ جنايةَ بحثِكِ عنهْ .