الديك المغرور - جمال مرسي

تفديك عينايَ يا ابن العم تفديكا
إذا تطوعت كي تشوي لنا ديكا

ديكاً أراهُ وقد غرّتهُ قوتهُ
ناهيكَ عن طبعهِ المنبوذِ ناهيكا

كل الطيور تعيش السلم تنشدهُ
إلاّهُ ؛ يشحذ منقاراً ليؤذيكا

كل الطيور لها ريشٌ تتيهُ بهِ
جمالهُ في بريق الضوء يسبيكا

وذاك ينفش ريشاً بات يدعمهُ
بالشوك حتى يدك الخوف عاليكا

ويشهر المخلب الواهي لتحسبه
كالنسر حين انقضاضٍ سوف يدميكا

لا ترهبنَّ فهذي محض زوبغةٌ
أثارها كي يزيد البيت تفكيكا

كن رابط الجأش ذا عزمٍ و ذا ثقةٍ
عند اللقاء بهِ ، فالله يكفيكا

***

وذات يومٍ رأيتُ الديكَ منبطحاً
على خِوانٍ مع المشروب يغريكا

ألقيتُ نظرةَ إشفاقٍ، وقلتُ له
أين اغترارك يا مسكين ينجيكا

ها أنت قطعة لحمٍ فوق مائدةٍ
كُلٌّ سيذكر حين المضغِ ماضيكا

فيُخرج المضغة الحمقاء من فمهِ
يُلقي بها لثعالِ في أراضيكا

حتى الثعال فقد عافتكَ عازفةً
من مُرِّ طعمكَ والكِبرِ الذي فيكا