استحالة - جمال مرسي

راحلٌ منِّي إليكِ
راحلٌ منِّي إلى عينِ الغزالهْ .
راحلٌ للفجرِ مِن ظُلمةِ ليلٍِ
دقَّ أَوتاداً بقلبِي
و تَمَطَّى ـ عابِثاً ـ يأبَى اْرتحالَه .
أَمتَطِي صهوةَ أحلامِيَ
لا أَلوِي على ليلٍِ
و لا حُزنٍ ـ كما الأَشجارِ ـ قد أَلقَى ظِلالَهْ .
زادُ أَسفاريَ قلبٌ
قد سَقَتهُ غيمتا عينيكِ عشقا
فارتمَى في حِضنِكِ الدَّافِئِ شَوقا
أَسلمَ النَّبضَ إليكِ
فاشطُريهِ
.. مِثلَهُم ..
في مُنتهَى عينيكِ نصفَيْ برتقالَهْ
حدِّقِي في كُلِّ نصفٍ
و اقرَئي لُبَّ الرِّسالهْ .
***
راحلٌ و الحُبُّ زادِي
و الهوى الموَّارُ قِرطاسِي ،
مِدادي .
و خرِيفُ العُمرِ قد ألقَى على ظهرِي جبالَهْ .
هل سيُغرِيكِ شِراعٌ
رفضَ الإِبحارَ فِي بحرِ الضَّلالَهْ ؟
مزَّقتهُ الرِّيحُ فَرداً
و رَمَتهُ
فانتَقَى شُطآنَ عينيكِ ..
إلى أَهدابِِها شدَّ رحالَهْ ؟
استِحالَهْ .
هل سيُغرِيِكِ يَراعٌ
كَسَرَتهُ عَسكرُ الوالي
لأنِّي لم أَبِعهُ لِلخَنا أو للعِمالَهْ ؟
استِحالَهَْ .
هل سيُغرِي جِيدَكِ المُزدانَ ياقوتاً و دُرّاً
تاجرٌ مثلي فقِيرٌ
أفقَدَتهُ الأَسهُمُ الحمقاءُ مالَهْ ؟
استحالَهْ .
هل سيُغرِي حبَّتَيْ تُوتٍ
شِفاهٌ كمَّموها ؟
أو عصافيرَ استقرَّت فوقَ صدرِ النُّورِ
كفٌّ قطَّعوها ؟
هل سيُغرِيكِ قصيدٌ أَو مقالَهْ ؟
استحالَهْ .
أَنتِ يا بحْريةَ العينَينِ ضربٌ مِن نساءٍ
لم أَجِد فِي هذِهِ الدُّنيا مِثالَهْ .
أنتِ نهرٌ مِن عبِيرٍ
ليتنِي أَبحرتُ فيهِ مِن زمانٍ
ليتنِي ذُقتُ زُلالَهْ .
كيف أَشرقتِ بدربِي ؟
و سَكَبتِ النُّورَ وضَّاءً بقلبِي
فاستمالَهْ .
يا فرادِيسِي ،
و يا كلَّ الأَحاسِيسِ التي قد عِشتُها
مُذ أرسَلَت عيناكِ بحراً مائجاً للقَلبِ
أَرداهُ غريقاً
هَل سيُغرِيكِ رحِيلِي ؟
و ربِيعِي ..
طمَسَت كفُّ التَّجاعِيدِ جمالَهْ .
استحاله .