(النسر والحمامة) - جمال مرسي

رأيت الأمس رؤيا ارقتني
وألقت في الكرى شوك القتادِ

وقضّت مضجعي حتى كأني
نسيت بفعلها طعم الرقادِ

رأيت حمامةً بيضاء طارت
وفي أعقابها نسرٌ رمادي

يلاحقها إذا حلّت بسهلٍ
ويطردها إذا نزلت بوادِ

فإن حطّت بوارفةٍ ونادت
فما من مستجيبٍ للمنادي

ويحسب سامعوها أن سجعاً
ترددهُ عليهم صوت شاد

وأن دموعها العذراءَ درٌ
يزين صدر سُعدى أو سعاد

فينصرفون عنها وهْي ثكلى
ويعتذرون عن فهم المرادِ

ويحتجون أن النسر فظٌ
غليظ الطبع منزوع الفؤاد

وخلف النسر رُخٌّ أفعوانٌ
يموِّلهُ ويسخو بالعتاد

ويحمل عنه أوزاراً جساما
بأية ملتقىً أو كلِّ ناد

وينصرهُ على ظلمٍ وينسى
عقاب الله في يوم التناد

وينسى أن عمر الظلم يومٌ
ودولتهُ تؤول إلى النفاد

وأن الحق باقٍ ليس يفنى
ورايتهُ إلى يوم المعادِ

****

وشاء الله للورقاءِ نصراً
فراغت في المنام من الأعادي

وباضت بيضةً في حجم طودٍ
عظيمٍ راسخٍ صعبِ القياد

سألت مفسرَ الأحلام عنها
أجاب لعلها للسندباد