الرحيل - جمال مرسي

تحمَّلتُ وحديَ ما لا أُطيقْ
من الإغترابِ وهَمِّ الطريقْ

ركبتُ البحارَ وجُبتُ السهولَ
و طِرْتُ وحيداً بغيرِ رفيقْ

و ظلَّت عيونُكِ نهرَ العطاءِ
إذا ما ظمئتُ رشَفْتُ الرحيقْ

و في ذاتِ يومٍ شديدِ التجنِّي
وجدتُ فؤاديَ فيهِ غريقْ

***

لأنكِ نورٌ كنورِ النهارْ
وعيناكِ بحرٌ عميقُ القرارْ

لأنكِ حُبٌّ قديمٌ قديمٌ
رحلتُ إليكِ بدونِ انتظارْ

و في مقلتيْكِ سبحتُ و خِلتُ
بأني الوحيدُ بفنِّ البحارْ

فما أن بدأتُ إليكِ ارتحالي
غرقتُ ببحرٍ شديدِ المرارْ

***

غرقتُ فيا أنتِ هل تنقذينْ
شراعي و نبضَ فؤادي الحزينْ

تخليتِ عنِّي كثيراً كثيراً
و ذُقتُ بهجرِكِ مُرَّ السنينْ

و عُدتُ إليكِ بقلبٍ جديدٍ
يُسابقني في هواكِ الحنينْ

فهلاّ مددتِ يداً للغريقِ
فما زال في القلبِ حبٌّ مكينْ

***

أنا يا فتاتي صباحٌ جميلْ
أتى للدُّنا بعد ليلٍ طويلْ

أنا بسمةُ الزهرِحين يُغنِّي
فيُصغي إليهِ الضحى و الأصيلْ

أنا شاطئُ البحرِ خبّأْتُ عندي
حديثَ الرمالِ و همسَ النخيلْ

فلا يخدعنَّكِ بعضُ انكساري
فمنكِ إليكِ بدأتُ الرحيل