كالناعوت - حمزة قناوي

من شقٍّ في الزمن الممقوت
امرأةٌ أشبهُ بالناعوت
تتمسَّحُ في أهدابِ الشَّعرِ ونورِ الكلمةِ..
.. خرجت منهُ
أتت سافرةَ الوجهِ تبثُّ سمومَ الكذب الأصفر في أبهاء الحرفِ
تُناثِرُ في الملكوت..
.. بقايا من هذيانٍ يركُضُ في أمواجِ مُخيّلةٍ فاسدةٍ مثل رؤاها
ترمي عن جسدٍ بضٍّ أوراق التوت
وتأتي رجلاً يرتشِفُ الشهوةَ منها
ويُداورُها بالكلماتِ
- غداً أمنحكِ الشهرةَ يا شاعرتي !
لكِ أبوابَ مجلتيَ البيضاء
لكِ الأصداء
لكِ الرهبوت
ويعتصرانِ الزمن الأصفر بين ثنايا العفنِ الآسن
حتى يهوي الوقت وينفصل الجسدان
تمرُّ فصولٌ ( والأيام تفوت)
تصيرُ المرأةُ كاتبةً شاعرةً ومناضلةً
وتدافعُ عن علمنةِ الدولةِ.. تكتبُ في أعمدةِ الصحف عن الفلسفةِ
الشِّعرِ.. الأدب، الدينِ
وتلقى راعيها ليلاً
- ما رأيكِ يا شاعرتي الآن ؟
.. غدا اسمُكِ رمزَ الشعرِ الثوري المُتقدّم في الدولةِ!
(تضحكُ) .. تُلقي أوراق عريشتِها
يتهيّأ لغنيمته .. يجأرُ :
- هيا نُبحِرُ في أمواجِ الشَهوةِ .. بئسَ الكابت والمكبوت !
ينفضُّ الليلُ ويلتمسُ الهربَ الجسدانِ
.. وقد بشِما من هذا القوتْ!
تمرُّ فصولُ الريحِ وتحمِلُ وجهَ امرأةٍ يحفِزُها دجّالٌ
تصعدُ فوقَ رفات الكلمة إن تتعرّى ..
تُصبحُ وجهاً بين وجوه النُخبةِ
والكلمات تموت
.. بين يديها
والأيامُ تداورُ أكذوبتها بين الناسِ
افتضحَ السرُّ
ولكن خرُسَ الحقُّ
وظلّ الساكتُ والمسكوت!
دبي. سبتمبر 2010
...
* كلمة (ناعوت) تعني قاع البحر. والقصيدة بأكملها لا تقصد شخصاً بعينه.