لُعبَة الحَقيقة المُقَنَّعَة - حمزة قناوي

عَيْنَاكِ تَغرِقانِ في العِتابْ
تُحاصرانني بالاتهام ثم تُفلِتانِ للمدى
وتُطفِئانِ في عيوني البريقَ
تُلقيانني إلى مَتَاهَةِ العَذابْ
وأنتِ تسألينني وقد علا شِفاهَكِ الغَضَب
عن موعِدٍ تَهيَّأت لنا النُّجومُ كي يضُمَّنا
ولم أجِئهُ حين ضَمَّني الغيابْ
بَحَثتُ في ارتِبَاكِ موقِفي عن الإجابةِ المُنَمَّقةْ
عنِ العبارةِ التي تشي ولا تقول
فما استطاعت المُراوَغَةْ
أن تَنْصُرَ الكَذِبْ
وظَلَّ طائرُ الأسى والارتيابْ
يجوبُ أُفْقَ مُقلَتَيْكِ دامِعاً ..
.. يُرَجِّي الجوابْ
حبيبتي .. ويالتعس ما لديَّ من جواب
فقد نسيتُ موعدي الذي يضُمُّني معك
بموكِبِ الرياحِ والأنسام والسُّحُب
لأنني أمسيتُ جائِعَا !
فلتّعذُري
فالشوقُ ينطفيء
إذا استبدَّ بالبشَر ..
.. الجوعُ .. ثُمَّ راح يخنِقُ المشاعرُ التي تنامُ في قلُوبِهِم
على خمائلِ الحَريرِ والنَّغَمْ
فلا يُفَكِّرونَ في سواه
وهذه الحياةْ
تُضَيِّقُ الخناقَ دائِماً على الذينَ يطلبونَ لُقمَةً
بقدرِ ما بِها من السِّعةْ
حبيبتي
فلتغفِري نسيان موعِدِك
ولتعذُري ارتِباكةَ الحديثِ خلفَ لُعْبَة الحقيقةِ المُقَنَّعَهْ
فالجوعُ ..
كان موعِدي معه !