بريشة الشعر - سيد قطب

– وصف لصديق عزيز –
كان بالأمس وبالأمس القريبِ
يتراءى كالأماني هاهنا
هائما كالروح يغدو ويثوب
والرجاء العذب في واد المنى
،
وادعا كالزهر حياه النسيم
ساهيا كالصمت في ظل الوجوم
حالما يصحو قليلا ويهيم
*
بين أطياف الأماني
وخيالات الهموم
***
زهرة قد كان يعروها الذبول
ثم حيتها تباشير الربيع
فهي ترنو بين صحو وذهول
مثلما تحتار في العين الدموع
،
وهو لحن من اناشيد السماء
أرسلته في تضاعيف الضياء
فوعاه كل ذي حس براء
*
وشعور كالنسيم
في الحنان والنقاء
***
دمية توحي بأشتات المعاني
وهي سكرى في حمى الصمـت العميق
هادئات مثل أطياف الأماني
ساميات الوحي كالعطف الرفيق
،
وهو ما أدري ملاك أم بشر
فهو رَوح هائم لا يستقر
وهو صفو لم يخالطه الكدر
*
والأناسي لئام
مثل شيطان نكر
***
كان بالأمس ولكن قد تولى
ذلك الأمس فخلاني وغاب
وإذا بي موحش لا أتسلى
والخصيب النضر كالجدب اليباب
،
أذكر الساعات ومضاً ينقضين
ثم يعروني لذكراها الحنين
فيهيج الوجد و الشوق الدفين
*
إيه ساعات الأماني
اترى قد ترجعين ؟
*
1928