الجبار العاجز - سيد قطب

حطّم الدهر قواه فانحطم
وتنزّى الداء فيه والألم

ودوت من فيه تعوي صرخة
تتلوى فيه حتى تحتدم

صرخة الجبار يشكو مرغماً
ذلة الشكوى وإهوان الرغم

يشتكي العجز الذي أقعده
عن صراعات وهول يقتحم

تسمع القوة في صرختهِ
من وراء العجز تدوي فتصم

ويهم البأس في أشلائه
ناهضاً ، لكنما العجز جثم

***

أي معنى تحتوي صرختهُ
أي ماض في ثناياها ارتسم ؟

هو ماض نازل الدهر بهِ
في عناد شامخ حتى انحطم

هو ماض غامض تكتنفه
جلجلات ، وهزيم ، ورُجَـم !

هو ماض مارد مقتحم
لا يهاب الموت فيما يعتزم

هو ماض ! أي ماض ؟ يا لهٌ
مبهم التعبير كالدهر الأصم !

*

1933