أشواق حجازية الإيقاع - صابر عبد الدايم يونس

من النيل شرياني إلى البيت يمتد
وشوقي إلى أم القرى ماله حد

وإني إمام العاشقين .. ولا أرى
لمعشوقتي ندا .. وهل في الهوى ند؟

***

هي الشمس تجري والهدى مستقرها
وفي كل روح من أشعتها ....وقد

هنا البيت ريحان وروح .. وقبلة
هنا النفس طير .. لا يكبله قيد

هنا الخلق أفواج ومن كل بقعة
يطوفون كالأطياف ينظمهم عقد

تساووا فلا الأنساب فيها تفاوت
ولا سيد فيهم يؤلهه عبد

هنا الركن والحجر الطهور وزمزم
هنا مشرق الرؤيا هنا الحب والمهد

***

وإني إمام العاشقين وقصتي
حجازية الإيقاع تعزفها نجد

تسير بها الركبان تروي مواسما
من الشوق تذكيها الصبابة والوجد

أفيء إلى الأستار ألقي مواجعي
وأحمل أثقالا تنوء بها الجهد

وتجأر أسراري وتنطق أدمعي
بما النفس تطويه وفي بوحها يبدو

وتظمأ أشواقي وتذوى منابعي
وفي حجر إسماعيل ينهمر الوعد

وعيني ناجت واللسان مشاهد
يرى الضوء فواحا به الحجر الصلد

***

هنا الضوء إيقاع هنا العطر سدرة
بها تسبح الأرواح في ساحها تشدو

هنا أول الأشواق من عهد آدم
هنا كان ميثاق النبيين والعهد

هنا البيت مثوى الآمنين تحوطهم
من الله أملاك وتحرسهم جند

هنا تشرق الآيات أمنا ورحمة
بكل فؤاد نبضه الحب والود

هنا الطير للإنسان يفضي بسره
هنا الصخر أواب وإيقاعه حمد

هنا تخطر الأشجار في نور أمنها
وفي ظلها الفينان لا يفزع الصيد

فكيف ووعد الله بالأمن نافذ
فلول من الإرهاب يخطئها الوعد؟

يطلّون كالحيات من كل مخبأ
وفي كل كهف كم يضللهم وغد

فكل طريق للهداية كم سدّوا
وكل بناء للأخوة كم هدّوا

بلاد حماها الله من كل فتنة
تموج بطوفان من الشر يحتد

بلاد حماها الله مشعلها الهدى
وهم أوقدوا نارا يسعرها الحقد

ولكنما الرحمان يحفظ بيته
ويحميه من يأجوج في عصرنا سد

ويحمي بلادا فوق تربتها مشى
ضياء رسول الله والحق والرشد

وما زال إيقاع الهدى نبض أمنها
وفي كل أفق شمس راياتها تغدو

***

هنا قصة الإيمان تترى فصولها
هنا الحق والإيثار والعز والمجد

هنا البأس والإيلاف والأمن والهدى
هنا الفتح أسياف ورحمتها حد

هنا راية التوحيد تعلو على المدى
وفي ظلها الأحلام تقوى وتشتد

وفي كل فج كم يروح ممزق
ومن فيء بيت الله في أمنه يغدو

وإني بركب الآمنين وقصتي
حجازية الإيقاع تعزفها نجد

***

هنا تركض الأشواق آمنة الرؤى
وللحق أفراس مسومة جرد

هنا تبدأ الأشواق رحلة نبضها
وكم في دياجير الرؤى ضل مرتد

هنا القلب في شمس الحقائق سابح
وكم تاه في الأبعاد لم ينجه بعد

وكم طال إبحاري وكم تاه مرفئي
وكم غرني برق وكم غالني رعد

وكم مال ميزاني وكم جف منهلي
وكم صِدْت أحزاني وذاتي هي الصيد

وفي ظل بيت الله في موئل الهدى
أقمت موازيني وعاد لي الرشد

أسير بركب الآمنين وقصتي
حجازية الإيقاع تعزفها نجد

ومازال ميزان الهدى سر أمنها
وفي كل أفق شمس راياتها تعدو

***

من النيل شرياني إلى البيت يمتد
وشوقي إلى أم القرى ماله حد

هي الشمس تجري والهدى مستقرها
وفي كل روح من أشعتها وقد