العهدة العمرية .. قراءة عصرية .. - صابر عبد الدايم يونس

يا ابن الخطاب خطاك تهل .. وتشرق فى ثغر الشام ..
ها أنت .. تجئ …
على كفيك موازين الحب وأشواق سلام
… هل جاعت شاة … "أو ضاعت أمم" فى أطراف الشام …
… فجئت تغذيها أمنا … وحبورا … ووئام ؟؟
يا بن الخطاب …
… الخطب الآن يخط خرائطه حاخام الأنصاب
يعلن أن خطاب العصر … مداهمة الإرهاب
… سلم كل مفاتيح بلادك … واستسلم … وافتح كل الأبواب
ارفع رايتك البيضاء …
وسلم … تسلم من أى عقاب
فحماية أرضك .. عرضك .. حقلك .. طفلك ...
… تدمير ونذير خراب
يا بن الخطاب ..
هذى عهدتك العمرية تسكنها أطياف الشهداء …
… ترفرف فوق دماء المحراب
وأبو لؤلوة العصرى .. على كفيه الرمح النووى ...
… وفى سرداب " البيت الأبيض " يجمع رهط الأحزاب
يعلن فى صلف ترسيم حدود آمنة …
تتعلق فى أهداب الدرع الواقى
ووراء جدار ذرى يحكم قبضته ……
حول هوية شعب
فى الجب يمور .. وفى تيه الأنفاق
يا بن الخطاب ..
… العهدة ما زالت إشعاع إباء وأمان تسكن نبض خلايانا
تتساقط أنجمها شهبا … تتخلق فى كينونتنا …
تبعث أشلاء ضحايانا …
تتشظى أحرفها … تتناثر فوق رماد بقايانا
العهدة يا بن الخطاب بكل مدارات الأجيال …
شموس أمان
يسرق دورتها الآن …
يطفئ .. بالأحلاف توهجها .. كل لصوص الرومان
أسروا التاريخ … أبادوا أصداء حروف وصاياك
وضعوا الألغام بشريان الكلمات
لكن أطفال جنين .. عذارى القدس …
دماؤهم تنبت فيها الرايات
تحصد حروف العهدة .. تورق..
تثمر أطفالا .. أحزمة ناسفة، وحكايات
إيلياء .. القدس .. الأقصى .. رام الله ..
أطفال فلسطين .. يعيدون إلينا وجه رجولتنا …
يحيون بأطلسنا ومجالسنا تاريخا مات
هذا خالد .. يظهر فى اليرموك
… ولا يهرب منه الرومان
يشهد .. أن العهدة لا تبقى فى إيلياء يهوديا …
سيف الله المسلول .. على حد السيف يقوم
وينقش عهدا .. عمريا أبديا ..
لا حائط للمبكى..
لا هيكل يبقى
لا أثرا يحكى
ويظل الوهم الصهيونى غبارا أسطوريا
تذروه رياح الأطفال المسكونة بالوعد القادم …
… من أرحام لن ترحم مغتصبا همجيا …
والعودة للرحم .. الأرض .. تظل نشيدا .. وعدا مأتيا
وطريقا حتما مقضيا …
العهدة يا بن الخطاب لا تبقى فى إيلياء يهوديا
تطرد من عرصات الأقصى كل لصوص الرومان ..
لكن .. لا يكسر ناقوس يمتزج بأنعام التكبير
… وظلال التهليل
لا يهدم محراب
يسبح فى قدس الأقداس وأنوار التنزيل
لا يطرد رهبان
يسقون الظمآى أقداح الترتيل
لا يسكن إيلياء يهودى
… يلقى فى جب النار بآيات القرآن
وبشارات الإنجيل
.. والآن تفح أفاعيه الموت ..
.. وتمتص دماء شباب الجيل
شارون شرايين من سجيل
يجتاح المحراب العمرى …
وفى قبضته يتلوى طفل المهد..
ويصلب تاريخ فلسطين
* * *
يا بن الخطاب الخطب الآن يخط خرائطه حاحام الأنصاب
يعلن أن خطاب العصر مداهمة الإرهاب
هذى أجساد الأطفال جسور يعبر فوق نضارتها
لكن لن يغتال شموخ براءتها
وتخوم حضارتها
فى كل صباح ومساء تولد أزمان رافضة من صلب حجارتها
وترائب غربتها
أم الدرة تحمل طفل الثأر …
… صوت الجرح جنين هويتها
تطلع من رجم القهر فتاة …
تجرى فى عينيها الشمس وترجم غاصبها بأشعتها
تتزيا بالورد النارى … وتلبس أسورة الثأر …
تفجر فى أفق المحتل جحيم إرادتها
هذى آيات الأخرس … تنطق .. واقدساه …
… كفى يا عرب هوانا .. خزيا .. وا أقصاه
.. تنصهر لهيبا ينسف سراق بكارتها
تخرس كل الألسنة الجوف .. الصم .. البكم .. العمى ..
أضاعوا وجه قضيتها
تتلو كلمات باقية من أشلاء العهدة …
… والموت وشاح يتألق فوق وضاءتها
ووفاء ترفض إغراء أنوثتها
تكشف سرداب متاهتها
توفى بالوعد .. وتلبس وجه فلسطين قناعا ناريا ..
تنسف من كسروا ظل مسيرتها
ويظل الوهم الصهيونى غبارا أسطوريا
تذروه رياح الأطفال المسكونة بالوعد القادم
.. من أرحام .. لن ترحم مغتصبا همجيا
.. العودة للرحم الأرض …
تظل نشيدا .. عهدا وعدا مأتيا..
.. تخضر تضاريس العهدة ..
تورق تثمر أطفالا .. أحزمة ناسفة وحكايات
إيلياء القدس الأقصى رام الله ..
أطفال فلسطين يعيدون إلينا وجه رجولتنا
يحيون بأطلسنا .. ومجالسنا
.. تاريخا مات
يا بن الخطاب …
العهدة ما زالت تلهب نبض خلايانا
تتساقط أنجمها شهبا .. تتخلق فى كينونتنا
تبعث أشلاء ضحايانا
تتشظى أحرفها ..
تتناثر فوق رماد بقايانا ...