مدائن الفجر - صابر عبد الدايم يونس

معلقٌ بين تاريخي وأحلامي
وواقعي خنجرٌ في صدر أيامي

أخطو فيرتدُّ خطْوي دون غايته
وما بأفقي سوى أنقاض أنغامي!

تناثرتْ في شعاب الحلم أوردتي
وفي دمائي نمَت أشجار أوهامي!

مدائنُ الفجر لم تُفتح لقافلتي
والخيل والليل والبيداءُ قُدَّامي

والسيف والرمح في كفَّيَّ من زمن
لكنني لم أغادرْ وقْع أقْدامي!

وفي انكسار المرايا حُطِّمت سُفني
وفي انحراف الزوايا غاب إقدامي!

وغبت يا وطناً ضاعَتْ هويَّتُهُ
والأرضُ تنْبُشُ عن أشلاء أقوام!

هذا لسانُك مسجون تقيّده
مواقف الوهم من زيف وإحجام

وذي خطاك بلادرب يصاحبها
وذي رؤاك بلا لون وأعلام

وذي حدودك بالنيران مضرمة
وخلفها الناس ترعى مثل أعنام

غيّر تجلدك،لاشيءٌ أميّزه
به سوى أنه من صنع أعجام

أعرتهم منك أُذنا غيرَ واعية
فحنّطوك ، وقالوا : الصاعد النامي

وماوعيتَ سوى امشاج فلسفة
وكنت سهما بها لم يرمه رام

وكنتَ قردا نمت أظفاره صُعدا
حتى غدا في دجاها العنصر السامي

وكنت تخطر في الأرجاء منطلقا
فصرت" عبدَالحدود " الحارس الحامي

فكم رُميتَ على الشطآن ياوطنا
ضاعت هويّته في تيه آكام