بُخل - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

نحلة ٌ تذهبُ يومِيًّا صباحا وتعود
تملأ البطنَ رحيقا قبل أن تصحو الورود
تربطُ الأكياسَ في حرصٍ على حَبِّ اللقاح
قبلَ لمْسِ الوَردِ كي تحرمَهُ دربَ الفلاح
وإذا تصحو الورودُ .. الصوتُ يعلو في سؤال
عن رحيقٍ كان ملءَ الفم يصفو كالزلال
قالتِ الوردة ُ روح ٌ: يا رفاقَ الروض إني
سوف أصحو آخرَ الليلِ لكي ُتبصِرَ عيني
مَن بلا إذنٍ له يسرقُ عطري ورحيقي
قبلَ أن يسري جفافُ اليأس في ماء العُروق
لو صديقٌ زائرُ الفجر أتانا بالخلود
في لقاحٍ يصلُ الماضي بأبناءَ ُشهود
سخِرَ الوردُ مِن الوردةِ , قالوا : كيف ذاك
إننا مُنذ وُهِبنا العمرَ نحياه كذاك
صحَتِ الوردة ُ روحٌ , رأتِ النحلة تدنو
قبل ُنور الفجر تغزو الوردَ رشفا وتطِنُّ
أبدتِ الوردة ُ نوما واستعدّتْ للقتال
عندما لامسَتِ النحلة ُ فاها في اختيال
أطبقتْ أوراقها الحُمرَ على النحلة : سِجنا
واستغاثتْ .. فصحا الوردُ ليلقى ما تمنّى
قالت النحلة ُ : لو أطلقتموني لن أعودا
قالت الوردة ُ : عُودي إنما خلقا جديدا
إنما يأخذ ُ مَن يعطي .. فجُودي بالعطاء
تجدِي الدنيا ربيعا بين طيّات الشتاء !!