إلى قلمي - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

تمكّنتَ من أصابعي
كما تمكّنَ الحُزنُ من قلبي
أشواكُكَ الشِبهُ مُوَصِّلاتٍ تغرسُ في جراحي بُذورَ السُّم
وأنتَ لاتدري
آهٍ .. فاجأتْ صرختيَ المارّة
وتقهقرتْ دموعي أمامَ سِهام الساخِرين
والفرحة ُالوحيدة ُباقترابِ المنزلِ من القدَم
يقطعُها انهيارٌ أرضيٌّ يُحِيلُ بلدي إلى بلد ٍ آخر
جبهتيَ موشو مة ٌ بعنواني
لذلك لم يَقبلني الآخرون
وسخِرَ من شكواي من لا يعرفُ سِرَّ حُروفِها
تعاليْ يا حبيبتي بمِيراثكِ المُنشقِّ من القمر
تعاليْ يا قريتي بحُقولكِ المُنشقَّةِ من فرحةِ الجنَّة
تعاليْ يا طفولتي ببياضِكِ المُنشقِّ من بسمةِ الفجر
تعالَ يا صباي بمِشيتك ِ المُنشقّةِ من تأوُّدِ الكافور
فأنا هُنا أحتاجُكم جميعاً كما لا تحتاجونني
يدي في يد ِ الصمت
صرختي ريشة ٌفي الريح
لا أحِبُّ من يكرهني
لا أذكرُ من ينساني
لا أعلمُ من يجهلني
لذلك ارتفعَ جِدارُ العُزلة ِ من حولي
وتقبَّبَ فأظلمَ فاحتجبَ
لمُناطحتي أينما وجّهتُ وجهي
لم أخترْ أبويَّ : صفحًة بيضاء يكتبُ فيها من يشاء ُ ما يشاء
لم أخترْ بلدي زجاجًة يُغلقها الحاكِم ُ بإصبعه
والشِعرُ يعصرني كلَّ ساعة ٍ بحثا عن رقائق النور
آه ٍ .. بلادي لا أحِبُّ ظلامَها
والليلُ أسقط َ عهدَها وأقامَها
حيَّيتُها حيّيتُ موكِبَ ظالم ٍ
حبسَ الحياة َ ومزّقَ استفهامَها
أمِن العدالةِ أنْ يُضَيَّعَ شاعرُ
منحتْ مواهبُه البلادَ سلامَها
كتبُي بدُورِ النشرِ تجرَع ُ سُمَّها
وتموتُ ,ما فهِمَ الوفا استرحامَها
أنا في وظيفتيَ الجحيمُ تشدُّني
وتردُّني يُسراه ُ وهو أمامَها
وأنا بدارِي شبَّ في قلبي الأسى
والتاجِرُون يُقلبِّون حِطامَها
وأصيحُ : مِلكي .. لا يردُّ كبيرهم
ويقول : لن تدعَ البلادُ نظامَها !!