تبصِرَة - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

عمري وعمره معا
تجمَّعا في لحظةٍ كلحظة الميلاد
لا تدنُ كثيرا كي أراك
وادنُ
لا تنأ . فقلبي عالِقٌ بمحتواكَ باسِمًا وساكنا
عذرْتني , أنصفْتني منِّي
ومنكَ لااعتذاري مُنصفي
ولا انتثاري في جمالكَ يا بُنيّ
في البعيد كنتَ كلَّ ما لديَّ من شذى التلهُّفِ
ندنو
فأنتَ صاعدٌ مع الصِّبا
وهابطٌ أنا مع الكهولة
الغمامةُ التي تعاهدْنا على بساطها تفرقّتْ
وانحسرَ الوقتُ
فمسَّتْ قدمي أنفي
أعاهِدُ بالعطاء ولا أفي
وأنتَ مُغتربٌ تقول : أبي
فعادةُ الأبوّةِ اقتفاءُ الأثر المُغيَّبِ
دُنيا تدور
ولا يبلُّ مواجعي نورٌ
وأنتَ عُروة الروح التي انفكَّتْ فسرَّبتِ الغناء
فما اعتذاري
والفراقُ بكى على صدري عليكَ وما أضاء
نمتْ ورودُكَ في فؤادي
ثم أوقفهَا ابتعادي
ثم صلَّبتِ الشجونُ الكبرياء
كذا أحبُّكَ فادنُ
لا تدنُ كثيرا كي أراك
وقد أتيتَ ترى ُترابا احتواك وما احتواك
معا فعمري عمرهُ
يبقى العذابُ فليس من عمري
رحلتُ دونه وتركتهُ لحبائل النسيان
إذ يجري
ولهفتهُ تشقُّ أضالع الصخر
الدهورُ مضتْ ولم أرجع إليه
فجاء
يا سعدي ويا ذلِّي ويا صبري
هممتُ به
فهمَّ
قميصهُ ألقاه فوق فؤاديَ الأعمى
فعانقتُ الضياء !!