جوار - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

الذي صار جاري وكان أخي
حين كان لنا والِدان
وبيتٌ ترفرفُ أعلامهُ فوق وجه الزمان
صباحا حقائبُنا المدرسيّة تطفو على
الوطنِ / الماء
تلبَسُنا الريحُ
نلبسُ أغنيًة في السماء
ونسْبحُ في مطر الأقحوان
أخي صار جاري
وإخوتنا الآخرون سرَوا من مسام الجِدار
وظلَّ الغريبان مختلفين على الأرض
والدار
حقلٌ طويلٌ لنا ونخيلٌ يُحَدِّثُ شهدا
أخي أنكرَ العقد ، صالَحَ إخوتنا في الخفاء
أقولُ له .. ويقولُ نصيبُكَ بالطول
لا , كيف أزرع ُخيطا بصدر الفضاء ؟
وأيَّدهُ المُصلِحون
فكان نصيبيَ من جسد الأرض جرحا
إذا زغردَ الماءُ في شفتيه امَّحى
واستعاد توجُّسَهُ أين جفَّ
أخي يضربُ الكفَّ بالكف
أسقي له وهو يحصدُ
غالبَهُ الجهدُ
عاد يقولُ : تراثُ أبي لا يُقسَّمُ بالطول
عُدْنا نقسِّم بالعرض
ضاقتْ بعينيْ أخي الدارُ والأرض
ذاك الذي صار جاريَ
يقضي المساءَ مُطاردًة للجدار
وفي الصُبح يمشي على جرحيَ
الصمتُ يحرقُ أعشابه بيننا
والحنينُ غريقُ المدار
أخي يا ابنَ أمِّي
عليَّ الزمانُ انحنى مُثقلا بالعنا
فلماذا تعينُ الزمان عليَّ لماذا
وتتركني للفنا !؟