انتِماء - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

يعرفُ النيلُ أنّ البلادَ لهُ
وهو يرحل مُستوقِدا ذاته
في صدورٍ تقبِّلُهُ وتسيلُ
إلى أن يذوبَ النظَرْ
نحن ـ يا نيلَنا ـ موعدٌ للبقاءِ انثنى فانحنى
والمسافة ُ بين يدٍ ويدٍ بعِدَتْ
فتهاوَى الضنى في ظلال الخطرْ
تنطوي الأرضُ تحتكَ
والغيمُ يسحب أنفاسهُ
وهو يرعاكَ في العشبِ
والطيرُ تنصُبُ أعراسها في شفاه المَهبِّ
وتحملُ أقواسها لاصطياد الشجرْ
يا خيالا ُتفتّقهُ الأغنياتُ
ويا قمرا تحتويه الجهاتُ
فتنساه حتى ارتشافِ القمرْ
وتعودُ إلى ضِفّتيهِ :
عروسا ُتزَفُّ إليه مُعلّقةً بحبال القدرْ
والصبايا تناديه في دورها
وتشققُ أحجبةَ التيهِ من َفورِها
حين يلمسُ منها الوترْ
أنتَ يا سيدي دائمُ الهمس واللمس والموعدِ
الوقتُ مُعترفٌ
والمسافاتُ : سيفٌ بكفِّكَ يقطعُ طرْفَ السفرْ !!