امتدادُ الحياة - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

قبرهُ صامتٌ
حين ساءلَهُ : قبرُ منْ ؟
لم يُجِبْ
فتأمَّلهُ ومضى
كان قبرًا أليما
بعُزلتهِ يستجيرُ السَّرابُ من الظلِّ
ـ كُنْ ما بدالكَ , سوف تموتُ
ـ وأدخلُ قبريَ ؟ , كلاّ أنا خالدٌ
والسكونُ إذا صار نهرًا سأصبحُ سهلا
وأُخِرجُ في كلِّ عيدٍ ثمارَ التفتُّح تجرحُ كفَّ الخلا
وتُبللُ بالسريان جناحَ النشيد
اختفى القبرُ إلا بُكاءً
إذا هطلَ الرملُ من غيمة الريح في فمهِ
يتفجّرُ ماءً
وفي الليل سارُوا بهِ
كان أوصَى بقبرٍ جديدٍ
فما وجدُوا ما يريدُ
احفِرُوا
القبرُ صاحَ : أنا ؟ لا
وما سمِعُوا
الروحُ صاحتْ
وقد أودَعُوا سرَّها حجَرَ الصمتِ
صرْنا نمرُّ
فيبتهجُ القبرُ وهو يهُبُّ يصافحُنا
ويرطِّبُ بالدمع أوجاعَنا
حين نسألهُ : قبرُ منْ
يتكسَّرُ في حُزنهِ
وهو يهمسُ : قبرُ الزمنْ !!