إلى متى ؟ - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

دَوري تأخّرَ .. والوجودُ مسافرُ
فإلى متى يأتي الصفا ويغادر؟
طلعتْ .. فقلتُ لصُبحيَ : الشمسُ ارتدتْ
ثوبَ الرياضِ له النسيمُ مَعابِرُ
وتبسَّمتْ .. فرعيتُ قلبي في السنا
والذكرياتُ بعينه تتناثرُ
فهي الندَى , والشوقُ مركبَة ُ الصدى
للصوتِ , والصوتُ : الحنينُ يُكابرُ
شجرُ الغِناءِ بلا الطيورِ له الأسى
بوحٌ مشاتِلُه الضبابُ الحائرُ
تتقلّبُ الأيامُ بين غصونهِ
وتُقصِّفُ الورقَ الذي يتناصَرُ
والصمتُ فوق الصمتِ , ما ترك الوفا
بعد الفناءِ , إذ التذكُّرُ عابرُ
للهِ حُسنُ الحُسنِ , ينفلِقُ الدُّجى
لبهائهِ ويشفُّ فهو ستائرُ
ولبسمةِ العينين منه مسافة ٌ
أخرى لها قمرُ الحنان مُسامِرُ
ولهمسةِ الشفتين أقواسُ الشذى
مطرًا تضمُّ , هواه منه مصادِرُ
ولمِشيةِ الأملِ احتوى البرقُ الخُطى
ودعا الصفاءَ إليه فهو مَنائِرُ
وأنا أنا : وتَرٌ تحمَّلَ فانحنى
فأباح , فالآهاتُ منه صغائرُ
فرحتْ به الذكرى وكاتَبَهُ الأسى
وأذاع ما كتمَ الخيالُ الزائرُ
فإلى متى يأتي الهوى ويُغادرُ ؟
دَوري تأخَّرَ , والوجودُ مُسافرُ
وأنا الوحيدُ رأى فمسَّ فذوَّبَتْ
ه النارُ فهي مِن البُخور مَجامِرُ
والمِسكُ ما درتِ الأنوف بشَيِّهِ
وشذاه في فلَكِ الدُخانِ مُهاجرُ
وحبيبتي طلعتْ , ولم يغبِ الهوى
بغيابها , فعليه منه دوائرُ
وأنا هنا , الأيام حولي أحكمتْ
سجنَ اغترابي , فاللقاءُ مُحاصَرُ
والذكرياتُ يشدُّ بيرقُها الخُطى
ويشدُّ , يصدمُني الجفاءُ الوافرُ
فأدورُ , أسقط ُ, يلتقي شجرُ الرضا
وتمصُّ حِبرَ دمي لديه دفاترُ .