احتباس - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

في خطرْ
ربّما
والقلوبُ بها الخوفُ مَرَّ,
احتمى في زجاج النظرْ !
تأكلُ النارُ أنفاسَها
فيصيحُ الدخانُ : إلى أين ؟
يلتفُّ .. يهربُ منه المكانُ
وراء بقايا الصورْ !
صوتُ الاسعافِ شؤمٌ .. نقولُ
ولكنها الآن كالفهدِ أمسكَهُ الغولُ
كي تستجيبَ الضفافُ لنهر البشرْ !
صوتُ الاسعاف يمسكهُ المزلقانُ
القطارُ على البُعد حاصرهُ الخفقانُ
لينساه ظِلٌّ يخافُ التقدُّمَ في المُنحَدرْ !
ليتهُ الانتظارُ الأليفُ
على النار تمشي الحروفُ
والاسعافُ واقفة ٌ
والقطارُ الذي راحَ يدرجُ
قد نسيَ الوقتَ
فالشمسُ في عينهِ والقمرْ !
إنها النارُ مرشوقة ٌ في العُلوِّ
المطافئُ تعوي
والاسعافُ
والمزلقانُ يرِنُّ كلحظةِ ميلادهِ
لا يريدُ انهيارًا أخيرا لأورادهِ
يحتويه المكانُ لينسى السفرْ !
يُحكِمُ الخطرُ الآنَ قبضته
ويلوِّحُ للعابرين : انتهَى كلُّ شيءٍ
ليبقى الحنينُ رنينًا بقلب الوترْ !
والقطارُ الذي اقتربَ الآن
رَقَّ حنانا فصاحَ بلا لغةٍ
لاحتباسِ الهواءِ
الذي يخرقُ الآن بالُونةَ الصمتِ في ُقبّة الكبرياء
فينهمرُ السيلُ/ سيلُ البقاء
بلا وجهةٍ في مسام القدَرْ !
يا طريقا وحيدًا لنجدتِنا
وبريقا من الضوءِ .. أين ظلامُ الأسى لفّنا
كيف أسلمتَ خدّيك ُظفرَ القطار
إلى أنْ دهانا الخطرْ !؟
كيف .................؟
فانكسرَ الأفقُ المستجيبُ للهفتِنا
وهو يهتفُ : أين المفرْ !؟
يتنامَى الصراخُ , يمزِّقُ بعضا
يُشتتُ في السُحُبِ الأرضَ مُنفرطًا في المطرْ !!