تسرِية - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

أصبحَ الصُبح ُ.. وعيناكَ تعومان ببحر الليل
موجٌ مالح ٌ, غيم ٌ شتائيٌّ وريح
أصبحَ الصبحُ
فطار الطيرُ غِرِّيدًا يبُث ُّ العطرَ
والنسمة ُ تكسو النورَ
والعطرُ حريرٌ نازل ٌ من مِغزل الله
وأنتَ النازحُ الفردُ
بقاياكَ مناديلُ بُكاء
لطَّختها أدمُعُ القلبِ الجريح
أصبح الصبحُ
وما راودكَ الح ُبُّ .. فقد ضاع
وجفَّ العبَقُ الغامضُ للأشياء
وانسالتْ خيوط ُ الرمل
صحراءُ الأسى تمتصُّ أطيافَ الرُؤى
والصوتُ بين الصخر ِ كالناي ِ الذبيح
أصبح الصبحُ
فماذا بعدهُ ينتظر ُ العانِي لينسى ظُلمة َ الأشجان
لو يشربُ كأسَ الشمس
أو تخطَفهُ النسمة ُ من لحظتهِ
في سَكرَةٍ قد يستريح
من بقايا جمرة ٍ تحتَ رمادِ الوقت
ينساها هشيم ٌ وهواء
وهي تطوي في سوادِ اليأس ِ روحا من ضياء !!