تشبُّث - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

زوجُهُ خرجتْ
وابنهُ الطفلُ
وابنتهُ
في رياح العويل
وظلَّ يصيحُ بمَن لا نرى :
سأعيشُ هنا
وأموتُ
ولن تستطيعَ اغتصابَ الثرَى
رغمَ هذا الظلام الطويل
إذ انبعجَ البيتُ أكثرَ
أسقط َ قبرًا فقبرا
وصاحِبُه لا يفارقهُ
فلنرَى
هاهُنا حط َّ عصفورُ فرحتهِ
حين ضمَّ إليه العروس
وقبَّلَ طفلا
فطفلًة
النفَسُ الحُرُّ مَدَّ لهُ العمرُ للدورانِ الجلوسَ
فباع هوىً واشترى
بيتهُ الآنَ يسقط ُ شيئا فشيئا
بمنْ يستغيثُ ؟
بأغنيةٍ
تحضنُ الفجرَ بين يديها البُسوسُ ؟
بأمنيةٍ يطِرقُ الليلُ مخبأها
كُلّما الصُبحُ هنَّأها
بانطلاقٍ مَداهُ الحُدوثُ ؟
بمَن ؟
ويدا رايةِ الوطنِ
احترقَ الوقتُ بينهما
فكسا مُقلتيه العُبوسُ
فصار رويدًا رويدًا عمودًا من الصخر
ينحلُّ شيئا فشيئا رمادًا يحلُّ يدَ الجمر
زوجتهُ الآنَ ترسلُ ريحًا فريحًا إليهِ
بلا رجعةٍ
والِداهُ يشقّان قبريهما
في الطريقِ لإنقاذهِ
وعلى رأسهِ غُرَفٌ أكلتْ غُرفا
ومِن الجوع تعِوي
مُطالبًة كلَّ حُسّادِها بافتعالِ الوفا !