إحياء - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

سألتَ الصمتَ , واحترقَ الكلامُ
وتاه الردُّ عنكَ , فهل يُلامُ ؟
فما أبقاكَ حيثُ يحطُّ سهمٌ
على سهمٍ لينفجرَ الظلامُ ؟
تُقلِّبُكَ الرياحُ على جمارٍ
يسِيلُ ليحتوي دمَها الغرامُ
فتخفُتُ , تخفتُ , الألوانُ : صمتٌ
تخلَّلهُ الصِياحُ , فلا ينامُ
نعمْ أحببتُ ناسًا دونَ ناسٍ
وأوطانًا لأوطانٍ طعامُ
يُحطِّمها تقهقرُها اتقاءً
لوهمٍ : أنها أبدًا حطامُ
ولو نظرتْ لها في أيِّ وقتٍ
مضى .. لرأى الولاءَ لها الدوامُ
فقد كانتْ ..... وكان الدهرُ منها
رفيفَ الظلِّ نظرتهُ وسامُ
وقد دانتْ لها الدنيا أخيرا
وصافحَها بعينيه السلامُ
فكيف عفا الزمان على رؤاها
وغادرها ـ على السفر ـ المقام ؟
تفجَّعَ كلُّ مُنصِرفٍ إليها
بهِمَّتهِ وأحرقه الهُيامُ
وسار الركبُ من ليلٍ لليلٍ
فأين الصُبحُ , والنومُ التِحامُ ؟
أفيقوا .. لم يفِقْ أبدًا جمادٌ
له بالنوم للنوم انسجام ُ
أفيقوا .. كم أفقنا بعد نومٍ
وحِطِّينٌ لصيحتها قيامُ
أفيقوا .. عينُ جالوتٍ تنادي
لها مطرٌ يُنضِّدهُ الغمامُ .