تظلُّم - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)
تحدّاني بسُلطتهِ المديرُ
لأني شاعرٌ غِردٌ صبورُ
وصار يصيدُ أحلامي طيوراً
ويشويها بغضْبتهِ الغرورُ
فليلي دائم ٌ، نومي شريدٌ
حنيني لوعة ٌ، ندمي سعيرُ
يقول : حرامٌ الشعرُ ، الأغاني
حرامٌ ، والعلومُ لها القبورُ
أقول له : اسألِ التاريخَ عنّا
يقولُ : وما لتاريخٍ يجورُ
أقول : وحقّيَ المدفونُ حيّا
يقول : لسوف يُخرجه النشورُ
أقول : رفعتَ كلَّ الناس فوقي
يقولُ : كذالكَ علّمني القديرُ
فقال : الشعر للغاوين سلوى
عن الدين الذي فيه السرور
أقول : فدعْكَ من شِعري وحكِّم ْ
ضميرَك في عطاءٍ لا يبورُ
فهل أبصرتَ بين الناس مثلي
له الإخلاصُ مكتملا سميرُ ؟
ُتراكَ ظننت إخلاصي غباءً
وخوفا منك فاستهواك ُزورُ
فقال : أنا المديرُ ، وأنت فسْلٌ
فكيف يُوافقُ القمحَ الشعيرُ ؟
وُدونكَ حائطٌ فانطحْهُ دوما
لأنّ القزَّ يقتلهُ الحريرُ
فيا أسفي على عمري، وشعري
ُتلوِّنهُ بظلمَتِها الشرورُ
وتتركهُ الجهالة ُ دون سقفٍ
يُعاني من شتاءٍ لا يسيرُ .