حرية - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

لا تحزنْ لفراق الهواء
فلن يتنفّسَ الموتى
ولا لفراق النور
فإغماضُ العينين يحتاجُ لمزيدٍ من الظلام
واهربْ أخيرا
من طوفان الأنانيةِ الرّاعِف
وأنت تستجدي الكمساري
أن يتركك للرحيل في قطاره إلى أية جهة
دون الثمن الخرافي للتذكرة
والخبّازَ أن يزيدك لقاءَ حصّةِ الفواكه واللحوم والخضر
المفقودةِ تحت تلِّ الحاجات
وقد تذهبُ إلى بيتك
لتنكسرَ في عينيك حلقة ُ الحصار
وتنهال عليك الصواعقُ من النوافذ المُكسَّرة
لبّيك يارب
لبيك يا حارسَ اعتقالي
لبيك لبيك لبيك يا قاتلي
فعلى كتفيك أجتازُ الآنَ ممرَّ خيبر بسلام
لا أحتاج نورًا ولا هواءً ولا طعاما
فقط أتحلل
فيتهدّم ُ العازلُ الأسطوري
بين الرمالِ المحبوسةِ داخل كيسٍ مُخرَّق
والرمالِ التي تتحرك بحُرِّيةٍ صوبَ المجهول !