إماتة - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

صاح : أمِّي
ونام على حِجرها
بين عينيه ثقبٌ ينزُّ دمًا
وصديدا
وقال ـ كمن شقَّ عن حلُمٍ يقظًة ـ
سأموتُ وحيدا
ومن جيبهِ سقطتْ خرقة ٌ
ونقودٌ مُفكَّكة ٌ
وارتعاشٌ يأرْجِحُ شكواه :
أمَّاه لم أستطعْ فعلَ ما يأمرون
فألقى بيَ القاتِلون من الأرضِ
صوبَ السما !
يتعالى الصياحُ : أتى
وعلى لهفةٍ أمُّه تتدحرجُ : جاءَ ؟
وإذ خرجتْ لم تُناجِ السماءَ
لتحفظَ أغلى فتى !
سفر أو سفر
يا بلادًا ُنغنِّي اسمَها
وهي تطعننا واحدا واحدا
قبلَ سهم القدرْ !
كلُّ أحبابنا انحدروا في مدار الرغيف
ولم ينزل السيلُ بعدُ
فمِن أين هذا النزيف ؟
الذي مات في الحرب نعرفُ قبرًا لهُ
وُنحدِّثُ عن موتهِ الآخرين
نقول : افتدانا ليرعى الزمانُ المكانَ
فماذا نقولُ عن السابحين مع الماءِ والنار
بين الأسى والحنين ؟
وقد خرجَ الظِلُّ من ظِلِّهِ
ضاربًا في الفراغ الطريِّ
يقولُ : أنا الأبديُّ
وللشمس سيفِي
وللجائعين رياحُ التقصُّفِ تحملُ ما لا تبيع
لينسى الرحيلَ الرجوعُ
إلى أي صفِّ !