المبدع - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

مِن صُحبةِ الوردِ ُذبتَ عطرا
ومِن أغانيك فِضتَ نهرا

ونهرُ عطرٍ سرى بصخرٍ
يُثيرُ طيرَ الحنين عمرا

إلى صدى النور فهو بدرٌ
يُحيلُ قلبَ الظلام فجرا

يرى به الحالِمُ الأغاني
على ضِفافِ الجَمال سِحرا

* * *

ولم تزلْ هائمًا تُنادي
لروضةِ الذكرياتِ زهرا

حكى ويحكِي فضاءَ مُلكٍ
أقامَه العاشقون صبرا

لحكمةِ الدهر صار بيتا
وللهوى والوداد صدرا

مقامُه نيزكٌ شريدٌ
سرى إلى ُمنتهاه قهرا

فلم يجد موعدا جديدا
بموعدِ الأمنيات أدرَى

وإنما انحلَّ منه جمرٌ
ولم يعُدْ للولاءِ جمرا

مضى وعاد اجتنى رمادا
أصاب عينيه إذ تذرَّى

* * *

ولم تزل حالِمًا بما لم
تجدْ وقد جُزْتَهُ مَمرّا

وعُدتَ للأغنيات نهرا
ولابتسام الورودِ عطرا

كأنّ شوكَ الحياةِ لمَّا
أصاب كفّيكَ قال شِعرا

فصِحْتَ : الله قبل آهٍ
فنلتَ عمّا ابتُلِيتَ أجرا !