البحر - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

في هجعة ِ البحرِ النجومُ دائما
تبكي لأنّ البرقَ في عُيونِها
تمشي على دموعِها الشوكيَّةِ
الدمُ / الحريرُ يسيلُ هفهافًا على كتفِ البراح
والجراحُ تحتَ ضلع البحر
يا بحرًا عرفته ُ أبًا عن جَد ٍّ : الحقوقُ فوقَ دُجى التحدِّي
أنتَ نائمٌ أم السماءُ فكّتْ قبضة َ الأرض ؟
الصباح ُ أودع َ المساءَ سِرَّه ُ أم الحِيتانُ سلّمتِ القيامة َ للشُهود
نعودُ
يطفو الأمسُ في المِرآة ِ أم نغم ٌ يُصلِّي
والجبالُ تُرَجِّعُ الترتيلَ أم مَلكٌ يُرفرفُ بين أقواس ِ التجلِّي ؟
أنتَ بحرٌ خالدٌ أم كلُّ جيل ٍ بعده ُ جيلٌ ؟
فلو كنتَ الذي حملَ الغُزاة َ إليَّ
لو كنتَ الذي حصَرَ الظلامَ لدَيَّ
لو كنتَ الذي ..........
لم تبد ُيومًا مُنقِذي من صَرْعةِ الليل ِ الطويل
هُنا وبالكادِ السلامُ والغرامُ والسنا
وأنتَ عائم ٌ على الأسرار
من عام ٍ إلى عام ٍ تُنادينا عرائسُك
الذي لبَّى مضى .. قالوا
نقولُ : هواكَ خفَّ بنا
وضلّلنا الوصول
البحرُ نافذة ُالسما
مُستودَع ُ الطوفان
صدرُ الريح
عِقدُ النار
طاولة ُالزمان
فكيف للفانِين أن يتحاوروا معه .. وفي فمه ِ الغمام ؟
وتحتَ ضِلعيهِ المواجعُ لا تنام
هُنا , هُناك نَركَ مُختلفًا كأنّك سوف تصحو
موعدٌ يطفو على شفتيكَ أم للموتِ جُرحٌ
لا عناكِبهُ تفيضُ على تثاؤبهِ
ولا باضَ الحمام ؟
; مُدمِّراتٌ
بارجاتٌ
حاملاتُ طوائرٍ تدنو
وغوّاصاتٌ
الماضي يعود
فأنتَ أنت َ
نسيلُ في زبَدِ الدماء
ولا نصِيدُ البرقَ من كهفِ البقاء
نسيلُ , نغرقُ في السماء
فأين غِبتَ ؟ , نصيح
والصُبحُ الجديدُ يشقُّ أعيُنَنا
نراكَ لأمِّنا شالا
وأغنيًة
وعِقدًا
يهمسُ الآتون : هذا البحرُ صوتٌ لا صدَى !!