انتساب - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

لا تنسبي البلادَ لي
فإنني هجرتُها
منذ افتقدتُ ظِلّها
وصرتُ مهمومًا بروحي بعدما
وجدتُ سِجني باحتضاريَ ازدهَى
واستوقِدي حبيبتي نارًا على جبلٍ
لآتيكِ التماسًا للحنانِ والنُهَى
أنا المسافرُ الوحيدُ
ضللتنِيَ الوعودُ بين صِدقٍ لي وكَذْبةٍ لها
وماءُ مدينَ السعيد
طاف طائفٌ به
فأطفأ العينين
سدَّ الحلْقَ
وابتلعَ الهواءَ
منذ ُمَوسمٍ لهَا !
حبيبتي
بين الجبالِ قامتي قصيرة ٌ
وهامتي حسِيرةُ الضياءِ
خائفٌ هُنا
وخائفٌ هناك
أنتِ يا ملاكَ فرحتي
ويا قطوفَ غفوتي بيقظتي
لا تنسبيني للبلاد بعدما
تقطعت أسبابها بي
والتفاتها انتهى لحاصدي ترابها وتبرها
لا تنسِبيني ....
إنني دمٌ تفرّقَ في القبائل
خطوةٌ منهارة ٌ بين الحبائل
صيحة ٌ مكسورة ُ الخفقانِ في جبَلِ التخاذل
مَن أنازلُ ؟
من أحِبُّ ومن أغازلُ ؟
من أعوذ ُ بهِ .. فتختلِفُ المسائلُ ؟
من ألومُ
فيستجيرُ بصفْحِ أيامي
ويقبعُ دون هيبتهِ أمامي
سائلا : كيف التواصلُ ؟
من ........؟
ومن .......؟
والظنُّ يطوي الظنَّ
والدنيا تقاتلُ عن هواها المُشتهَى !!