تسرب - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

يومًا فيومًا يمرُّ العمرُ مُنفلتا
مِنِّي , وما قلتُ : أين العمرُ ضاعَ , متي

وصرتُ بعد وُثوبي عاجزًا , بهتتْ
في عينيَ الشمسُ والبردُ الرقيقُ عتا

وكلُّ صُحبتيَ الأخيارُ فاز بهم
صدرُ الترابِ , وحولي عطرُهم صَمتا

أنا هنا كنتُ .. لا , أنتَ انتهيتَ .. أنا
أحدِّثُ الصمتَ حتى خِلتهُ سكتا

حلاوة ُ الفجر في عينيَّ حرَّقها
ليلٌ, صراط ُ الوفا في صدرهِ نبَتا

آهٍ على كلِّ يومٍ مرَّ دُون هُدى
إلى الحقيقةِ , فيه الكهلُ كان فتى

يُجدِّدُ الخطوَ في وجدانهِ أملٌ
إلى يدَيْ عملٍ يلقاهُ ما انفلتا

غفوتُ , جفّتْ ثنايا الريحِ بي , وهوتْ
بيَ التباريحُ , والنسيانُ بي شمِتا

وكلّما مرّتِ الأشواقُ بي ضحِكتْ
فأدمَتِ القلبَ حُزنًا أين راح أتى !